
في كلمات قليلة
قُتل حلاق تونسي في فرنسا في هجوم يشتبه أن دوافعه عنصرية. تم اتهام جاره بارتكاب الجريمة ووصفها بالعمل الإرهابي. أحيا المجتمع المحلي ومقربو الضحية ذكراه وطالبوا بالعدالة.
نظمت فعاليات تكريمية يوم الأحد في مدينتي فار ومارسيليا بفرنسا، إحياء لذكرى المواطن التونسي البالغ من العمر 45 عاماً، الذي قُتل نهاية شهر مايو الماضي. كان الضحية يعمل حلاقاً في أحد الصالونات.
الضحية، هشام الميراوي، لقي مصرعه في هجوم بمنطقة بوجيه سور أرجان (Puget-sur-Argens)، والذي وصفته التحقيقات بأنه "عنصري". المشتبه به الوحيد في هذه الجريمة هو جاره، كريستوف ب. البالغ من العمر 53 عاماً.
ووُجهت للمشتبه به يوم الخميس تهمة الاغتيال "ذو الطابع الإرهابي" بدافع الأصل العرقي أو القومي. وأعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب (Pnat) عن توليها القضية، معتبرةً أنها الأولى من نوعها كجريمة قتل مرتبطة بالعنصرية. استندت النيابة في اتهامها إلى منشورات متعددة للمشتبه به على الإنترنت قبل وبعد وقوع الجريمة. محامي المشتبه به يعترض على وصف التهمة بأنها "إرهابية" أو "عنصرية"، لكنه أقر بـ"مادية الوقائع" خلال فترة احتجازه للاستجواب.
وصف المقربون من هشام الميراوي بأنه شخص "لطيف جداً" و"هادئ"، لكنه كان يشعر بأنه "مهدد". ابنة عمه، منى الميراوي، المقيمة في مارسيليا، نظمت أول مسيرة سلمية "بيضاء" تكريماً لذكراه. قالت منى: "هناك غضب، وحزن، وعدم فهم أيضاً". وأضافت: "الكثير من الناس اتصلوا بنا للمشاركة، إنها مدينة مفتوحة. ليس هذا وقتاً للحديث عن السياسة، بل لتكريم هشام". أما المسيرة الثانية، فنظمها أحد أصدقاء هشام في بوجيه سور أرجان، حيث كان يقيم الضحية.
كان هشام الميراوي، المولود عام 1979 في تونس، مقيماً في فرنسا لعدة سنوات. ووصفه محامي عائلته بأنه "رجل لا مشاكل له". "غادر بلده بحثاً عن مستقبل أفضل"، تاركاً وراءه والديه وسبعة من إخوته وأخواته في تونس. كان يعمل حلاقاً في صالون "فيسكوب" (Facekoop) في بوجيه سور أرجان. أمام واجهة الصالون المغلقة، ترك العديد من الأشخاص باقات زهور ورسائل صغيرة تعبيراً عن محبتهم.
يتذكر الجيران والمعارف هشام بأنه شخص طيب للغاية. قالت إحدى الجارات: "هذه صدمة، كنا نراه كل يوم لمدة خمس سنوات، ونلقي عليه التحية. زوجي كان يقص شعره عنده. معرفة أننا لن نراه ولن نسمع صوته مرة أخرى أمر محزن، إنه حقاً ليس عدلاً". وأضافت أخرى: "كان رجلاً طيباً جداً جداً... كان شخصاً لطيفاً للغاية. يجب احترام ذكراه، ليرقد بسلام".
عمدة بوجيه سور أرجان ذكر أنه لم يعرف هشام "مباشرة"، ولكن عرفه "من خلال رضا الناس الذين كانوا يقصون شعرهم" ومن خلال "الصداقات المتبادلة" التي بناها هشام مع العديد من سكان البلدة. وتحدث أحد معارفه القادمين من تونس أيضاً عنه قائلاً: "لطيف، لطيف، لطيف... لم يكن يتقاضى ثمن قصة الشعر إذا لم يكن لديك مال، كان يقول: 'المرة القادمة...'"
من ناحية أخرى، وفقاً لمقربي هشام الميراوي، كان جاره يكن له كراهية منذ عدة أسابيع. كان هشام قد انتقل للعيش في مسكن متواضع، وهو عنبر تخزين قديم تم تحويله إلى سكن، قبل بضعة أشهر فقط. قال أحد أصدقائه: "كان من المفترض أن يكون ذلك لفترة قصيرة، كان حلاً مؤقتاً".
وروت ابنة عمه أنه كان يشتكي من تصريحات جاره العنصرية وكان يسعى للانتقال. قالت منى الميراوي: "لا يمكن إلا أن تشعر بالتهديد عندما تسمع كل يومين، عند الاستيقاظ، إهانات عنصرية مثل 'يا عربي قذر'، 'ارجع لبلدك'"، مؤكدة أن ابن عمها "لم يكن شخصاً يسعى للصراع". وأصرت على أنه "لم يكن يشعر بالراحة، كان يشعر بالاختناق". أكدت حنين الميراوي، شقيقة الضحية، أنها وجدت "كلمات عنصرية مكتوبة على دراجته الفسبا، من قبيل 'يا عربي قذر'" وأن المشتبه به "كان معروفاً في الحي بكراهيته للعرب".
وفقاً لروايتها، عندما قُتل هشام الميراوي، كان في منزله ويتواصل عبر مكالمة فيديو مع عائلته، بما في ذلك والدته التي تعيش في تونس، للحديث عن الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك، الذي احتُفل به يوم الجمعة. وصفت شقيقته: "كان يضحك ويمازح والدتي التي كانت مريضة، ثم فجأة سمعته يقول 'آي'، وتوقف الاتصال". واليوم، تطالب بـ"العدالة" لشقيقها، الذي وصفته بأنه "ضحية عمل إرهابي".