
في كلمات قليلة
يلتقي منتخبا ألمانيا وفرنسا في مباراة تحديد المركز الثالث بدوري الأمم الأوروبية. يعتبر العديد من المتابعين أن هذه المباراة لا مبرر لها في ظل جدول المباريات المزدحم.
في ظل جدول مباريات كرة القدم المزدحم بشكل متزايد، تظهر مباراة جديدة تبدو غير ضرورية. يلتقي منتخبا ألمانيا وفرنسا للتنافس على المركز الثالث في نهائيات دوري الأمم الأوروبية.
مع وجود المباريات الودية، والدوريات والكؤوس المحلية، والمسابقات الأوروبية، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، والتصفيات المؤهلة للبطولات الدولية - يبدو أن جدول أعمال أكبر لاعبي العالم قد بلغ حد الإرهاق. ومع ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إضافة "نهائي صغير" آخر إلى هذا الجدول المليء بالفعل: مباراة تحديد المركز الثالث في دوري الأمم.
يتساءل العديد من المتابعين، خاصة في العالم العربي، عن جدوى إقامة هذه المباراة، خاصة أنها تأتي بعد أيام قليلة من مباريات نصف النهائي وقبل أسبوع واحد فقط من انطلاق كأس العالم للأندية 2025. هل يحبس المشجعون الأنفاس لمعرفة من سيحتل المركز الثالث قبل نهاية موسم 2024-2025؟ المباراة مقررة الساعة الثالثة عصراً يوم الأحد في شتوتغارت.
بالطبع، لا يمكن إغفال أي مواجهة بين ألمانيا وفرنسا، فهما خصمان تاريخيان يتنافسان منذ عقود. سيكون هناك بالتأكيد ما يستحق المشاهدة في هذه المباراة، خاصة بعد الهزائم التي تعرض لها الفريقان في نصف النهائي (فرنسا أمام إسبانيا وألمانيا أمام البرتغال). قد نرى لاعبين مثل ريان شرقي، الذي كان متألقاً في المباراة السابقة للمنتخب الفرنسي، أو تجارب فنية جديدة.
ولكن جدياً، ما هي الفكرة من إقامة هذه المباراة؟ حتى المدربين المعنيين يدركون أن "هذه المباراة لها أهمية نسبية". من الواضح أن الجانب المالي يلعب دوراً كبيراً، حيث ترضي هذه المباريات الرعاة والناقلين التلفزيونيين وتملأ وقتاً إضافياً في جدول المباريات المزدحم الذي لا يهدأ.
قبل أسبوع من كأس العالم للأندية، وبعد ثلاثة أيام من نصف النهائي، يُطلب من المنتخب الفرنسي، الذي قد يجري تغييرات على تشكيلته، بذل جهد أخير لتجنب الظهور بشكل باهت. كل ذلك من أجل مباراة لا تحمل رهاناً رياضياً كبيراً، وإن كانت لا تخلو تماماً من الاهتمام الفني.
إن مباراة المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية بين ألمانيا وفرنسا هي رمز واضح لمدى جنون جدول مباريات كرة القدم الحديث.