إيطاليا: استفتاء تاريخي على الجنسية... هل سيقلص الانتظار للمهاجرين إلى 5 سنوات؟

إيطاليا: استفتاء تاريخي على الجنسية... هل سيقلص الانتظار للمهاجرين إلى 5 سنوات؟

في كلمات قليلة

تشهد إيطاليا استفتاءً حاسماً حول تقليص مدة الإقامة القانونية المطلوبة للحصول على الجنسية الإيطالية من عشر سنوات إلى خمس. هذه المبادرة، المدعومة من المعارضة، تواجه مقاومة من الحكومة وقد لا تمر بسبب احتمال ضعف نسبة المشاركة.


تشهد إيطاليا استفتاءً لمدة يومين قد يغير بشكل كبير قواعد الحصول على الجنسية لملايين الأجانب المقيمين في البلاد.

بموجب القانون الحالي، الذي يعتمد بشكل أساسي على "حق الدم"، يُطلب من الأجانب الذين لا يملكون أصولاً إيطالية أو زوجاً مواطناً إثبات إقامة قانونية متواصلة لمدة عشر سنوات في إيطاليا قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب التجنس. وعملية دراسة الطلب نفسها قد تستغرق سنوات إضافية.

المقترح المطروح في الاستفتاء هو تقليص هذه المدة إلى خمس سنوات. إذا تم تمرير هذا التغيير، فإن ذلك سيجعل القانون الإيطالي يتماشى مع القوانين المعمول بها في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وفرنسا.

بالنسبة لملايين الأشخاص، سيكون هذا التغيير فارقاً كبيراً. لنأخذ على سبيل المثال لورنزو، الذي ولد في إيطاليا قبل 20 عاماً لأبوين رومانيين. يقول لورنزو: "لقد نشأت هنا، أفكر وأحب وأعيش كإيطالي". لكن بسبب جنسية والديه، لا يمكنه التصويت في الانتخابات الوطنية أو التقدم للوظائف العامة. ورغم أن رومانيا عضو في الاتحاد الأوروبي، مما يسهل عليه الأمور نسبياً، إلا أن الاندماج الكامل يبقى مرهوناً بالجنسية الإيطالية.

الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لخالد، المهندس البالغ من العمر 28 عاماً، الذي وصل من مصر قبل 13 عاماً بمنحة دراسية. يوضح خالد أن "الفارق يكمن في حرية التنقل وإمكانية معاملتك كزملائك في الدراسة أو العمل". فشرط الإقامة المتواصلة لعشر سنوات يجعل أي رحلة طويلة خارج إيطاليا أمراً معقداً. وبسبب هذا الشرط والروتين البيروقراطي الإيطالي، لم يحصل خالد على جواز سفره الإيطالي إلا مؤخراً.

يعيش في إيطاليا اليوم أكثر من خمسة ملايين أجنبي. إيطاليا، التي كانت تاريخياً بلد هجرة (مثلما تشير التسمية القديمة "rital"), أصبحت الآن بلد وصول. يشير مؤرخ الهجرة ميشيل كولوتشي إلى أن هؤلاء الأشخاص "مدمجون بشكل كامل في الاقتصاد والتعليم وعالم الفن والرياضة".

هناك تناقض بين هذا الوجود الهيكلي والطبقة الحاكمة التي لا تزال تعتبره حالة شاذة.

ميشيل كولوتشي، مؤرخ الهجرة

مبادرة هذا الاستفتاء جاءت من أحزاب المعارضة ومنظمات غير حكومية، وقد جمعت أكثر من 500 ألف توقيع مطلوبة قانوناً. ومع ذلك، تدعو أحزاب الأغلبية الحاكمة بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى الامتناع عن التصويت. كانت ميلوني، التي وصلت إلى السلطة عام 2022 ببرنامج مناهض للهجرة، قد أعربت عن معارضتها "المطلقة" لهذا المقترح. إذا كانت نسبة المشاركة في الاستفتاء أقل من 50%، فلن يتم تغيير القانون الحالي.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.