في كلمات قليلة
صدرت الرواية المصورة الأولى للفنانة سيكستين دانو بعنوان «سيبلين، يوميات فتاة مرافقة»، والتي تتناول موضوعاً حساساً يتعلق بحياة الطلاب وصعوباتهم المالية. الرواية مستوحاة من قصص حقيقية وتقدم نظرة فنية واقعية.
«سيبلين، يوميات فتاة مرافقة» هو عنوان رواية مصورة هي الأولى للفنانة الفرنسية الشابة سيكستين دانو. يُعتبر هذا العمل بالفعل أحد أبرز اكتشافات عالم القصص المصورة لهذا العام.
تحت اسم سيبلين المستعار، تكمن شخصية رافائيل – فتاة تبدو حساسة، بالكاد تجاوزت مرحلة المراهقة. رسمتها الفنانة ببراعة مستخدمة الفحم والحبر الصيني، لترسم صورة دقيقة لوجهها.
رافائيل لا تشعر بالراحة تماماً مع جسدها، وتواجه شكوكاً وصعوبات أيضاً في تمويل دراستها للهندسة المعمارية في باريس. وفي بعض الأمسيات، وغالباً طوال الليل، تصبح رافائيل «سيبلين»، وهي تستخدم مصطلح «فتاة مرافقة» (escort girl) لتخفيف وقع الواقع الذي أصبحت عليه: عاملة جنس (prostituée).
سيكستين دانو لا تنظر إلى بطلتها من علٍ، ولا تحكم عليها أو تجعلها ضحية. بل تأخذنا بأسلوبها الرقيق في الرسم على دروب حياتها. رافائيل ليست طفلة تعرضت للعنف، ولا ناشطة جنسية. هي في النهاية شابة عادية تماماً. فكيف ولماذا تحولت إلى هذه المرأة؟
للإجابة، تستخدم سيكستين دانو اللون الأسود الغني للفحم، وبياض الصفحة النقية، وتدرجات الرمادي المتنوعة في هذه اليوميات الحساسة المليئة بالفروق الدقيقة. هذا التوازن الفني والسردي يبعدنا عن الصور النمطية والكليشيهات، سواء كانت تتعلق بسيبلين نفسها، أصدقائها، علاقاتها العاطفية، أو زبائنها.
هذا العمل الحميمي والواقعي هو قصة خيالية، لكنها مستوحاة بحرية من شهادات جمعتها المؤلفة على مدار عدة سنوات، وكان بعض من استشارتهم قُصّراً عند أول تجربة لهم مع الجنس المدفوع الأجر. من هذه القصص الخاصة، صنعت سيكستين دانو رواية مصورة رائعة.
المؤلفة تأتي من عالم الرسوم المتحركة، وقد درست في مدرسة جوبلان (Ecole des Gobelins) الشهيرة في باريس. في مشروع تخرجها عام 2018، شاركت في إخراج فيلم قصير لاقى استحساناً، وهو «ترموستات 6»، قصة عن البيئة والخيال العلمي. كفنانة ملتزمة وناشطة في مجال المناخ، توقع هذه المؤلفة الشابة مع «سيبلين» أول رواية مصورة لها. إنها موهبة حقيقية!
رواية «سيبلين، يوميات فتاة مرافقة» لسيكستين دانو (دار نشر Glénat)، تقع في 264 صفحة، وسعرها 22.50 يورو.
