اكتشاف تحفة فنية لـ «جويدو ريني» في قبو متحف بالقرب من بوردو: هل هي اللوحة الأصلية؟

الفئة: بوردو
اكتشاف تحفة فنية لـ «جويدو ريني» في قبو متحف بالقرب من بوردو: هل هي اللوحة الأصلية؟

في كلمات قليلة

اكتشاف لوحة قد تكون الأصلية لـ «جويدو ريني» في متحف «ليبورن»، والتحليلات الأولية تؤكد أنها ليست نسخة من القرن التاسع عشر، مما يفتح الباب أمام اكتشاف فني رائع.


في الأقبية المظلمة لمتحف «ليبورن» لعقود، رقدت لوحة قماشية كانت تعتبر مجرد نسخة لعمل «جويدو ريني»، لكنها قد تكون العمل الأصلي للرسام الباروكي الإيطالي من القرن السابع عشر.

تعرب «كارولين فيلون»، مديرة متحف الفنون الجميلة في «ليبورن»، عن حماسها قائلة: «التقلبات جزء من عملنا، جزء لا يراه الجمهور. لكن تقلبات كهذه، تحدث مرة واحدة في العمر».

دخلت اللوحة إلى مقتنيات المتحف بعد الحرب العالمية الثانية، بفضل هبة من أرملة أحد النواب. تم تقديم اللوحة على أنها نسخة من القرن التاسع عشر لمشهد «أتالانتا وهيبومينيس» لـ «جويدو ريني» (بولونيا، 1575-1642). حتى عام 2022، بقيت اللوحة ضمن 4500 عمل فني في المتحف، معظمها من المجموعة الملكية في متحف اللوفر. خلال عملية جرد، لفتت اللوحة انتباه فريق العمل، حيث لم يسبق عرضها. خلف طبقة واقية، كان جزء فقط من اللوحة مرئيًا. تم اتخاذ قرار بإزالة جزء صغير منها. تتذكر مديرة المتحف: «اكتشفنا يد أتالانتا اليسرى تحمل تفاحة ذهبية. عندها أدركنا أن هذه اليد، بحجمها ولون بشرتها، كانت رائعة». كان لدى مرممة اللوحات المستقلة، «صوفي جاروسون»، شك فوري في تأريخها بالقرن التاسع عشر، خاصة بسبب النسيج المبرد للقماش، الذي وصفته بأنه «نموذجي تمامًا للقرن السابع عشر».

تحقيق علمي لكشف الحقيقة

استجابة لهذا الاكتشاف، وافق مركز البحوث وترميم المتاحف في فرنسا بباريس، والمخول برعاية مقتنيات المؤسسات التي تحمل علامة «متحف فرنسا»، على دراسة اللوحة لمدة ستة أشهر، من يوليو إلى ديسمبر 2024. الهدف هو تحديد أصلها بدقة من خلال فحوصات شاملة (صور بالأشعة السينية، تصوير انعكاسي بالأشعة تحت الحمراء، ورسم خرائط الفلورسنت بالأشعة السينية، وتحليلات الأصباغ). صرح «ماثيو دوساج»، مستشار المتاحف في DRAC لوكالة فرانس برس: «تؤكد التحليلات الأولية أنها ليست نسخة مرسومة في القرن التاسع عشر. هذه مفاجأة سارة للغاية».

في انتظار نتائج أخرى، أعيدت اللوحة إلى «ليبورن»، حيث تواصل «جاروسون» عمل ترميم دقيق، متاح للجمهور من 18 مارس إلى 15 يونيو. تحمل «صوفي جاروسون» مشرطًا في يدها، وتقوم بكشط طبقة رقيقة من بقايا الشمع، في محاولة لاستعادة الألوان الأصلية لهذه اللوحة التي تصور الشاب «هيبومينيس» وهو يتغلب على «أتالانتا» في السباق بفضل حيلة: يلقي في طريقها بتفاحات ذهبية، أعطتها إياها الإلهة «أفروديت»، والتي سارعت الشابة إلى التقاطها.

هل يمكن أن يكون هذا العمل هو الأصل الذي بيع في باريس عام 1867 من قبل ماركيز دي سالامانكا، ثم اختفى بشكل غامض؟ إذا تم تأكيد أصالة اللوحة، فقد تسبق حتى النسخ الثلاث المعروفة اليوم، والموجودة في متحف برادو (مدريد)، ومتحف كابوديمونتي (نابولي)، وفي مجموعة خاصة في بولونيا. تضيف مديرة متحف «ليبورن»: «التحقيق» الذي تجريه لجنة علمية مستمر، «لكن كل شيء يشير إلى أننا حققنا اكتشافًا رائعًا».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.