
في كلمات قليلة
تواجه فرنسا توقعات بارتفاع تكلفة خدمة الدين الحكومي إلى 67 مليار يورو بحلول عام 2025، متجاوزة بذلك ميزانية الدفاع. هذا الوضع يثير مخاوف بشأن السيادة ويدفع الحكومة لدراسة خفض الإنفاق الاجتماعي في ظل تحذيرات من وكالات التصنيف الائتماني.
تواجه فرنسا تحدياً متزايداً بسبب ديونها العامة، والتي يتوقع أن تصل إلى مستوى حرج بحلول عام 2025. من المتوقع أن تبلغ تكلفة خدمة الدين 67 مليار يورو، وهو مبلغ سيتجاوز ميزانية الدفاع.
يبلغ إجمالي الدين العام للبلاد بالفعل أكثر من 3.3 تريليون يورو. أصبحت مدفوعات الفائدة على هذا الدين واحدة من أهم بنود الميزانية، متجاوزة ميزانية الدفاع (حوالي 60 مليار يورو) وقريبة من ميزانية التعليم (88 مليار يورو). مع تزايد العجز في الميزانية بسرعة، تتزايد أيضاً تكاليف خدمة الدين الحكومي بسرعة. تحذر وزارة الاقتصاد الفرنسية من أن هذا البند من النفقات يقترب بسرعة من 100 مليار يورو، مما يجعله أكبر بند في الميزانية.
تعدّ الهشاشة المتزايدة تجاه الدائنين مشكلة خطيرة. في سوق السندات، حيث تقترض الدول الأموال، أصبح المال شحيحاً ومكلفاً بشكل متزايد. هذا يعود إلى الارتفاع الهائل في احتياجات التمويل حول العالم، الناتج عن التحول في مجال الطاقة، الثورة التكنولوجية، وكذلك جهود إعادة التسليح.
تخسر فرنسا جاذبيتها للمستثمرين مقارنة بالدول الأخرى. فقد وضعت وكالات التصنيف الائتماني الدولية الثلاث الكبرى البلاد تحت نظرة مستقبلية سلبية. على الرغم من أن التصنيفات الجديدة ستصدر بعد الصيف، إلا أن الرسالة واضحة: إما أن تبذل فرنسا جهوداً لخفض نفقاتها، وإما سيقل عدد المقرضين وتصبح معدلات الفائدة مرتفعة جداً. وُصِفَ الوضع بأنه "مهلة مؤقتة"، ولم يُستبعد أن تكون البلاد تحت "وصاية" من قبل صندوق النقد الدولي (IMF).
سعياً لخفض النفقات، تعد الحكومة بمعالجة الإنفاق العام، رغم أن الإجراءات الدقيقة لم تُعلن بعد. من بين المقترحات المتداولة إلغاء بعض الوكالات الحكومية، تقليص الإعفاءات الضريبية، تحديد عدد موظفي الخدمة المدنية، دون زيادة الضرائب.
شيء واحد مؤكد: الإنفاق الاجتماعي هو المستهدف بالتقليص. على النقيض من ذلك، يخططون للحفاظ على الإنفاق العسكري أو حتى زيادته. هذا يعني أن التخفيضات قد تمس المساعدات الاجتماعية لتمويل المشتريات العسكرية.