فرنسا تدرس استخدام مسلسل نتفليكس "المراهقة" كأداة تعليمية لمواجهة العنف المدرسي

فرنسا تدرس استخدام مسلسل نتفليكس "المراهقة" كأداة تعليمية لمواجهة العنف المدرسي

في كلمات قليلة

وزارة التعليم الفرنسية تقترح استخدام مسلسل نتفليكس "المراهقة" لمناقشة العنف في المدارس. يؤيد الخبراء الفكرة، مع التأكيد على ضرورة تقديم المادة التعليمية بشكل مناسب.


تدرس وزارة التعليم الوطنية في فرنسا إمكانية دمج المسلسل القصير البريطاني الشهير "المراهقة" (Adolescence)، المتوفر على منصة نتفليكس، في المناهج الدراسية كوسيلة لمناقشة قضايا العنف مع طلاب المدارس.

يروي المسلسل، الذي تم إصداره في 13 مارس 2025، قصة مراهق متهم بقتل زميلة له طعناً. وحقق العمل نجاحاً ملحوظاً، حيث تخطى 66 مليون مشاهدة عالمياً في أسبوعه الأول على نتفليكس، مما يدل على انتشاره الواسع وقوة الموضوع الذي يتناوله.

أعلنت وزيرة التعليم الوطنية الفرنسية، إليزابيث بورن، يوم الأحد 8 يونيو، عن رغبتها في استخدام المسلسل في الكليات والمدارس الثانوية (collèges et lycées). وتهدف هذه الخطوة إلى توفير أداة جديدة للمعلمين والطلاب على حد سواء لتحليل وفهم آليات العنف والقضايا الاجتماعية المعقدة.

لقيت هذه المبادرة ترحيباً من قبل فيرونيك بيشو، مديرة مرصد "إي-إنفانس" (e-Enfance) المتخصص في حماية الأطفال في العالم الرقمي. وصفت بيشو الفكرة يوم الاثنين 9 يونيو بأنها "فكرة ممتازة"، لكنها أكدت على شرط أساسي لنجاحها وهو ضرورة "شرحها بشكل جيد" للطلاب.

ترى فيرونيك بيشو أن المسلسل يوفر مادة مناسبة جداً لتفكيك وتحليل آليات العنف، بما في ذلك تلك المرتبطة بما يُعرف بنظريات "الذكورية المتطرفة" (masculinist theories).

وقالت بيشو موضحة: "أعتقد أن هذا سيقدم الكثير [للمراهقين] حول ما يعيشونه كل يوم وغالباً لا يشعرون أنهم ضحايا له". وأضافت أن أحد أبرز نقاط قوة المسلسل هو قدرته على "إظهار تجربة الجميع" المعيشة في سياق الأحداث.

يُتوقع أن تستهدف الأنشطة التعليمية المرتبطة بالمسلسل الطلاب بدءًا من مستوى الصف الرابع (4ème)، وهو ما يعادل تقريباً الفئة العمرية 13-14 عاماً. وتعتبر بيشو هذا العمر مرحلة حساسة ومحورية، رغم أنها أشارت أيضاً إلى أن متوسط عمر الطفل الذي يبدأ في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو ثماني سنوات ونصف.

إلى جانب الطلاب، تسعى مبادرة استخدام المسلسل أيضاً إلى توعية أولياء الأمور. تقول فيرونيك بيشو: "يجب أن نتوقف عن دفن رؤوسنا في الرمال"، لافتة إلى أن الآباء غالباً ما لا يكونون على دراية كاملة بالمحتوى الذي يشاهده أبناؤهم على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو جانب يُسلط المسلسل الضوء عليه بقوة.

تجدر الإشارة إلى أن قصة المسلسل تدور حول مقتل مراهقة على يد زميل لها متأثر بأفكار "الذكورية المتطرفة". ويرى مرصد "إي-إنفانس" أن هذا الموضوع يمثل فرصة لإجراء نقاشات تربوية هامة حول أسباب العنف وتداعياته بين الشباب.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.