
في كلمات قليلة
قرر رجلان فرنسيان مغادرة باريس لشراء قصر تيزان التاريخي في منطقة لوبيرون بجنوب فرنسا، والذي كان مهجورًا لأكثر من 30 عامًا. يخطط المالكان الجديدان لترميم القصر وتحويله إلى وجهة سياحية لجعل المشروع مستدامًا ويعيشا بداخله.
قرر إيمانويل رينو وبيير دو بيتيا، بعد أن تركا حياة باريس الصاخبة، خوض تجربة فريدة من نوعها بشراء قصر تاريخي ضخم في جنوب فرنسا وترميمه. وقع اختيارهما على قصر تيزان (Château de Thézan) في سانت ديدييه بمنطقة فوكلوز، والذي كان مهجوراً ومتدهوراً لأكثر من 30 عاماً.
هذا العقار التاريخي، الذي تعود أصوله إلى العصور الوسطى وتم تعديله بشكل كبير خلال عصر النهضة، كان في حالة سيئة للغاية. فقد استخدم في الماضي كمؤسسة علاج حراري، ثم كمستشفى للأمراض النفسية ومركز نقاهة. بعد توقف الأنشطة العلاجية لأكثر من ثلاثة عقود، بقي المكان الذي تبلغ مساحته 4000 متر مربع مهجوراً، حتى أن أسرة المرضى كانت لا تزال موجودة فيه، وكان يتعرض لعمليات اقتحام وتخريب بشكل متكرر.
في البداية، شعر إيمانويل، الذي عمل سابقاً في قطاع السلع الفاخرة (مثل لويس فويتون وكلوي وهيرميس)، وبيير، الذي يعمل في إدارة العقارات، أن القصر أكبر من اللازم وفي حالة لا تسمح بالتعامل معه. لكن سحر الديكورات الداخلية التي تعود إلى القرن السابع عشر، والتي يُعتقد أنها من أعمال الفنان مينار، بقي عالقاً في أذهانهما. في عام 2019، وبعد أن لاحظا أن القصر لم يُبع بعد، عادا لزيارته وقررا المخاطرة بشرائه بعد مفاوضات مكثفة لخفض السعر. فبدلاً من السعر المطلوب البالغ 2.8 مليون يورو، تمكنا من شراء قصر تيزان مقابل 1.35 مليون يورو.
يقول المالكان الجديدان، اللذان جعلا من قصر تيزان مقر إقامتهما الرئيسي: "منذ ذلك الحين، أصبح القصر هو كل حياتنا". هدفهما لا يقتصر على مجرد ترميم المبنى، بل تحويله إلى مشروع مربح ومستدام. لقد تبنيا العديد من الأدوار المختلفة: فهم الآن مرشدون سياحيون للزوار، يشاركون في أعمال البناء والترميم، يتولون مهام الديكور، وحتى أنهم يعملون في الزراعة ضمن أراضي القصر.
على الرغم من حجم العمل الهائل والحاجة إلى تأمين التمويل اللازم للترميمات، يعمل إيمانويل وبيير بكل حماس. إنهما واثقان من أنهما سيتمكنان من تغطية التكاليف الجارية للتشغيل والصيانة عن طريق استقبال حوالي 15 ألف زائر سنوياً يدفعون رسوم دخول. قصتهما هي مثال حي على كيف يمكن للحلم بحياة جديدة أن يلهم عملية إنقاذ وإحياء لتراث تاريخي فريد في فرنسا.