قمة المحيط: إعلان "انتصار" معاهدة أعالي البحار واقتراب دخولها حيز التنفيذ

قمة المحيط: إعلان "انتصار" معاهدة أعالي البحار واقتراب دخولها حيز التنفيذ

في كلمات قليلة

معاهدة الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي في أعالي البحار، والتي تنظم المياه الدولية، تقترب من دخولها حيز التنفيذ. تم الإعلان عن تحقيق العدد المطلوب من التصديقات (أكثر من 60 دولة) بحلول نهاية عام 2024. هذا يمثل تقدماً كبيراً في جهود حماية المحيطات العالمية.


تم الإعلان عن تقدّم كبير نحو دخول معاهدة الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي في المناطق الواقعة خارج الولاية القضائية الوطنية، والمعروفة أيضاً بمعاهدة أعالي البحار، حيز التنفيذ.

خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات (UNOC) الذي يُعقد حالياً، جرى التأكيد على أن عتبة 60 تصديقاً المطلوبة لبدء نفاذ المعاهدة ستتحقق قبل نهاية العام الجاري. تهدف هذه المعاهدة، التي تم إقرارها في يونيو 2023 في الأمم المتحدة، إلى تنظيم أعالي البحار التي تمثل ما يقرب من نصف سطح الكرة الأرضية و64% من مساحة المحيطات.

تسعى المعاهدة إلى تقاسم الموارد البحرية التي يمكن استغلالها في مجالات مثل البيولوجيا والصيدلة بطريقة عادلة، وإنشاء مناطق بحرية محمية في هذه المياه الدولية التي لا تتبع لأي دولة. يُعدّ هذا تقدماً حاسماً نحو حماية التنوع البيولوجي للمحيطات العالمية.

يتطلب بدء سريان المعاهدة تصديقها من قبل أكثر من 60 دولة من خلال قوانينها الوطنية. ورغم توقيع 116 دولة عليها، كان عدد الدول التي صدقت عليها قبل انطلاق القمة 32 دولة فقط.

لكن خلال المؤتمر، تم الإعلان عن تجاوز عتبة الـ 50 تصديقاً، والحصول على التزام قاطع من 15 دولة إضافية لاستكمال إجراءات التصديق قبل نهاية العام. وقد أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن بلاده ستصادق على المعاهدة. وبذلك، يمكن اعتبار أن المعاهدة "قد تم كسبها" بالفعل في طريقها للتنفيذ.

من المتوقع أن تقوم عدة دول أخرى بإيداع وثائق تصديقها الرسمية لدى الأمم المتحدة قريباً، مما سيقرّب العدد الفعلي للدول المصدقة بالكامل من العتبة المطلوبة. رحّب العديد من الخبراء والمنظمات غير الحكومية بهذا الإنجاز واعتبروه نصراً هاماً لحماية المحيطات. ومع ذلك، يُشدد على أن "المعركة" الأكبر للحفاظ على النظام البيئي للمحيطات لا تزال طويلة.

إلى جانب معاهدة أعالي البحار، شهدت القمة إعلانات أخرى هامة لدعم علوم المحيطات. شمل ذلك تعزيز مؤسسة Mercator Ocean International، وهي تحالف من المؤسسات الأوقيانوغرافية يعمل على بناء "توأم رقمي" للمحيط للمساعدة في محاكاة وتوقع الظواهر البحرية مثل انتشار التلوث أو موجات الحرارة.

كما تم الإشادة بإنشاء Ipos (المنصة الدولية لاستدامة المحيط)، التي ستكون بمثابة مركز استشاري تدعمه دول ومؤسسات علمية لمساعدة البلدان في اتخاذ قرارات لمواجهة تحديات المحيط، بما في ذلك كيفية التكيف مع ارتفاع منسوب مياه البحر.

تم أيضاً الكشف عن Starfish، وهو مقياس جديد لصحة المحيطات سيتم تحديثه سنوياً ونشره في الثامن من يونيو، اليوم العالمي للمحيطات.

وشملت الإعلانات مبادرات فضائية مثل Space4Ocean، وهو تحالف بين وكالات الفضاء لتقييم التنوع البيولوجي البحري وتوفير بيانات مفتوحة حول المحيطات. بالإضافة إلى إطلاق مهمة Corsaire بقيادة وكالة الفضاء الفرنسية CNES، بهدف الحصول على بيانات سريعة ودقيقة عن التغيرات السريعة في المحيط دون الحاجة للانتظار طويلاً.

تؤكد كل هذه الخطوات على الاهتمام الدولي المتزايد بقضايا المحيطات العالمية والسعي لتطوير إجراءات منسقة للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.