اعتراض سفينة مساعدات دولية إلى غزة يثير غضباً في فرنسا.. وماكرون يطالب بعودة مواطنيه

اعتراض سفينة مساعدات دولية إلى غزة يثير غضباً في فرنسا.. وماكرون يطالب بعودة مواطنيه

في كلمات قليلة

اعترضت السلطات الإسرائيلية سفينة كانت تقل مساعدات إنسانية ونشطاء دوليين متجهة إلى قطاع غزة. هذا الحادث أثار احتجاجات في فرنسا ودفع الرئيس إيمانويل ماكرون للمطالبة بتسهيل عودة المواطنين الفرنسيين الذين كانوا على متن السفينة.


اعترضت السلطات الإسرائيلية سفينة مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة، وعلى متنها نشطاء من جنسيات مختلفة، ما أثار قلقاً واسعاً واحتجاجات في فرنسا.

شهدت مدن فرنسية عدة مساء الاثنين تجمعات حاشدة، دعت إليها أحزاب اليسار، للتعبير عن التضامن مع أهالي غزة والمطالبة بالعودة الفورية للمواطنين الفرنسيين الذين كانوا على متن السفينة. من بين المدن التي شهدت الاحتجاجات: ليل، ليون، تولوز، ستراسبورغ، نيس، بالإضافة إلى ساحة الجمهورية في باريس. حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية واللافتات، ورددوا هتافات مثل "حرروا فلسطين" و"غزة، غزة، نحن جميعاً معك". ودعا المتظاهرون إلى "تحرير" النشطاء الاثني عشر الذين كانوا على متن مركب Madleen الشراعي، ومواصلة مهمتهم الإنسانية.

السفينة الشراعية، التي كانت تقل 12 ناشطاً من جنسيات فرنسية وألمانية وبرازيلية وتركية وسويدية وإسبانية وهولندية، انطلقت من إيطاليا في الأول من يونيو بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض على غزة، التي تعاني من وضع إنساني كارثي بعد أكثر من ثمانية عشر شهراً من الحرب. كان على متن السفينة شخصيات معروفة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ والبرلمانية الأوروبية الفرنسية-الفلسطينية ريما حسن، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية.

تم "اعتراض" السفينة من قبل الجيش الإسرائيلي ليلة الأحد إلى الاثنين. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه من المقرر أن "يعود الركاب إلى بلدانهم". ونشرت الوزارة صوراً تظهر توزيع السندويشات والمياه على ركاب السفينة، الذين كانوا يرتدون سترات النجاة.

من جانبه، وصف زعيم الحركة اليسارية الفرنسية جان لوك ميلونشون، خلال تواجده في ساحة الجمهورية بباريس إلى جانب ممثلين عن أحزاب يسارية أخرى، مناورة إسرائيل بأنها "عمل من أعمال القرصنة الدولية". وعبر عن خشيته من الأسوأ، مشيراً إلى أن من قام بهذا الاعتراض "قادرون على فعل الأسوأ وقد أظهروا ذلك في جميع الظروف". وانتقد ميلونشون رد فعل الحكومة الفرنسية، قائلاً إنه "يبدو أنه ليس لديها ما تقوله بشأن عمل من أعمال القرصنة". كما دعا إلى "تجمع حاشد جديد للشعب الفرنسي دعماً للفلسطينيين" يوم السبت في فرنسا.

من جهة أخرى، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب قصر الإليزيه، "السماح بعودة الرعايا الفرنسيين الستة إلى فرنسا في أقرب وقت ممكن". وأكد مساءً أن فرنسا "يقظة" و"إلى جانب جميع مواطنيها عندما يكونون في خطر"، مؤكداً أن بلاده "مررت جميع الرسائل" إلى إسرائيل لضمان "حماية" هؤلاء النشطاء. وشدد ماكرون أيضاً على أن الحصار الإنساني على غزة "فضيحة" و"عار".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "فور اعتراض السفينة، طلبنا أن نتمكن من ممارسة الحماية القنصلية لمواطنينا". وتعتبر أحزاب اليسار الفرنسية، ومنظمة العفو الدولية، أن اعتراض السفينة تم "انتهاكاً" للقانون الدولي.

كما جرت مظاهرات في ليل (حوالي 900 شخص) وستراسبورغ (حوالي ألف شخص)، حيث رفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى وقف "المذابح في فلسطين" وعبروا عن سخطهم تجاه الوضع الذي يعتبره الكثيرون تجاهلاً للقانون الدولي.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.