
في كلمات قليلة
بعد سقوط نظام بشار الأسد، اختفى جثمان والده الرئيس السابق حافظ الأسد من ضريحه في القرداحة بسوريا. تدمير الضريح والقبر الفارغ أصبحا رمزاً لانهيار الديكتاتورية التي دامت لعقود ويعكسان حالة التوتر في البلاد.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، اختفى جثمان والده الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بشكل غامض من ضريحه في قريته الأم القرداحة. يمثل هذا الحادث، الذي ظهرت تفاصيله في 28 أبريل 2025، رمزاً قوياً لانهيار الديكتاتورية التي استمرت لعقود، ويأتي وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
للوصول إلى ضريح حافظ الأسد، الذي يقع في الجبال المطلة على الساحل السوري، يجب المرور عبر نقطتي تفتيش وشوارع القرداحة المهجورة. المبنى الضخم ذو القبة التي يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار يسيطر على القرية الأم لعشيرة الأسد، ويبرز حجمه بشكل صارخ مقارنة بالفقر الذي تعيشه سوريا. من الخارج، قد يبدو وكأنه مسجد، بفضل هندسته النجمية وواجهته المنحوتة.
ومع ذلك، يكشف الداخل عن مشهد مختلف تماماً. لا توجد سجاجيد ولا منبر (المنصة التي يخطب منها الإمام)، بل مجرد حفرة مملوءة بالرمال حتى المنتصف. لقد تم إزاحة شاهد القبر ووضعه جانباً في لفتة غضب واضحة. تغطي الجدران كتابات (غرافيتي) بألوان مختلفة، والسقف، المثقوب بآثار الرصاص، اسود بفعل النيران. كان هذا هو المكان الذي يُفترض أن يرقد فيه جثمان حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1970 إلى عام 2000.
إن نبش أو اختفاء جثمان مؤسس سلالة الأسد في هذه الظروف الدرامية لا يؤكد فقط سقوط ابنه بشار، بل يبرز أيضاً أن إرث «أسد دمشق» لا يزال يلقي بظلاله على سوريا ويثير مشاعر قوية. تدمير الضريح في قلب معقل عشيرة الأسد في القرداحة هو عمل رمزي قوي يعكس التغييرات وعدم الاستقرار الذي يجتاح البلاد بعد تبدل السلطة.