في كلمات قليلة
أظهرت دراسة حديثة أن أعداد البطاريق الإمبراطورية في منطقة واسعة من أنتاركتيكا قد انخفضت بنسبة 22% خلال 15 عامًا نتيجة لذوبان الجليد البحري المرتبط بتغير المناخ، متجاوزةً بذلك التوقعات الأكثر تشاؤمًا.
كشف تحليل حديث لصور الأقمار الصناعية عن حقيقة مقلقة: انخفضت أعداد البطاريق الإمبراطورية بنسبة 22% خلال الخمسة عشر عامًا الماضية في منطقة واسعة من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). ووفقًا للخبراء، يحدث هذا التناقص بمعدل «أسرع من التوقعات الأكثر تشاؤماً».
يعود السبب الرئيسي لهذا الانخفاض الحاد إلى تغير المناخ العالمي، الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد البحري وعدم استقراره. تعتمد البطاريق الإمبراطورية بشكل حيوي على الجليد البحري المستقر قبالة سواحل أنتاركتيكا للتكاثر وتربية صغارها، وتحتاج إلى غطاء جليدي مستقر لمدة ثمانية أو تسعة أشهر في السنة. لكن الباحثين يشيرون إلى أن الجليد البحري أصبح يميل إلى أن يكون «غير مستوٍ وغير موثوق به في أجزاء عديدة من القارة» بسبب الاحتباس الحراري.
في السنوات الأخيرة، شهدت بعض المستعمرات فقدان جميع فراخها، حيث ماتت غرقاً أو بسبب البرد عندما انهار الجليد تحت أقدامها الصغيرة قبل أن تصبح جاهزة لمواجهة المحيط المتجمد.
شملت الدراسة، التي نُشرت في دورية علمية، منطقة تغطي شبه جزيرة أنتاركتيكا وبحر ودل وبحر بيلينغسهاوزن. هذه المنطقة الشاسعة هي موطن لحوالي 30% من إجمالي أعداد البطاريق الإمبراطورية في القارة. يعمل الخبراء الآن على التحقق مما إذا كان هذا الاتجاه يعكس الوضع في القارة القطبية الجنوبية بأكملها. أظهر التعداد العالمي الأخير الذي أجري في عام 2018 انخفاضًا عامًا في الأعداد بنسبة 9.5% عبر القارة.
يعدّ تعداد الطيور باستخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة الطريقة الوحيدة المناسبة لتقييم حالة هذا النوع، نظرًا لأن العديد من مواقع التكاثر متباعدة ويصعب الوصول إليها للغاية.
يتطرق التقرير أيضًا إلى عوامل أخرى مرتبطة بالمناخ تزيد على الأرجح من صعوبة حياة البطاريق. ويشمل ذلك تغيرات في أنماط العواصف والثلوج والأمطار، وزيادة الافتراس من قبل حيوانات مثل الفقمات والحيتان القاتلة، بالإضافة إلى زيادة التنافس على الموارد الغذائية مع تغيير أنواع أخرى لنطاقات عيشها.
يختتم فيليب ثراتان، أحد مؤلفي الدراسة، بالقول إن «الطريقة الوحيدة لرؤية تحسن في أعداد البطاريق هي تثبيت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري». ويحذر قائلاً: «إذا لم نفعل ذلك، فمن المحتمل أن يتبقى عدد قليل نسبيًا من البطاريق الإمبراطورية بحلول بداية هذا القرن».
