
في كلمات قليلة
رفض عمدة مدينة مارسيليا، بينوا بايان، طلب مستشارين محليين بتعليق اتفاقية التوأمة مع مدينة حيفا الإسرائيلية بسبب الأوضاع في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، أعلن عن بحث متقدم لإقامة علاقة توأمة مع مدينة فلسطينية للتعبير عن التضامن، وعزمه اقتراح منحة كبيرة لدعم أطفال غزة.
اندلع نقاش حاد في مدينة مارسيليا الفرنسية حول مستقبل علاقة التوأمة القائمة بينها وبين مدينة حيفا الإسرائيلية، وذلك على خلفية الأوضاع الراهنة في قطاع غزة. طالب ثلاثة مستشارين من حزب البيئة (EELV)، ينتمون إلى الأغلبية الداعمة لعمدة المدينة بينوا بايان، بتعليق اتفاقية التوأمة السارية منذ عام 1958.
ويرى المستشارون أن الإبقاء على هذه التوأمة يعتبر علامة «صداقة» ودعماً غير مباشر «للمجهود الحربي» الإسرائيلي، في حين تُرتكب، على حد قولهم، «جرائم» في غزة. وصرح أحد المستشارين بأن «مارسيليا لا يجب أن تكون متواطئة في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة»، واصفاً حيفا بأنها «المركز العسكري والعصب الرئيسي للمجهود الحربي».
وشددوا على أنه «من غير المعقول» ربط مارسيليا بمدينة «تشارك في تسليح البلاد»، مؤكدين أن إدانة أحداث 1939-1945 يجب أن تدفع لمنع تكرارها اليوم. وأكد المستشارون أنهم ليسوا معادين للسامية، لكنهم «ضد السياسة الإسرائيلية التي تقتل النساء والأطفال»، داعين العمدة والمجلس البلدي إلى «التصدي بجدية» لمسألة التوأمة مع حيفا وإنهائها.
من جانبه، رفض عمدة مارسيليا بينوا بايان هذا الاقتراح بشكل قاطع، واصفاً طلب المستشارين بأنه «خلط مشين للأمور».
وقال بايان: «حيفا ليست بلدية منخرطة في الحرب. إنها بلدية عمالية يتظاهر فيها أسبوعياً أشخاص يعارضون بوضوح الحكومة الإسرائيلية وحلفاءها من اليمين المتطرف والمتطرفين الحربيين».
وأضاف العمدة أن هذه المطالبات تبدو مريبة مع اقتراب الانتخابات البلدية. وأوضحت نائبته للعلاقات الدولية، التي حضرت اللقاء، أن تصريحات المستشارين تعبر عن مواقف «فردية» ولا تمثل موقف كتلة البيئيين أو الحزب.
وفي نفس السياق، أعلن بينوا بايان أنه يجري مباحثات منذ 14 شهراً مع مدن فلسطينية لإقامة علاقة توأمة بين إحدى هذه المدن ومارسيليا. وأشار إلى أن المباحثات «متقدمة» مع مدينتين بالخصوص، معرباً عن رغبته في التعبير عن «تضامنه مع الشعب الفلسطيني» من خلال هذه الخطوة.
نددت المعارضة اليمينية في مارسيليا، ممثلة بكتلة «إرادة لمارسيليا»، بتصرفات العمدة، متهمة إياه بالتسرع والخضوع لضغوط اليسار المتطرف. ووصفوا ما يقوم به بأنه «سباق نحو الطائفية» بهدف الحصول على أصوات الناخبين قبل الانتخابات، مؤكدين أنه في هذه الأوقات العصيبة، يجب على عمدة ثاني أكبر مدينة في فرنسا أن يحافظ على رباطة جأشه، فالجغرافيا السياسية أمر جدي.
يعتزم بايان أيضاً طرح مقترح على المجلس البلدي القادم للتصويت على منحة بقيمة 100,000 يورو لمنظمة اليونيسف لدعم الأطفال في قطاع غزة. وكان المجلس البلدي قد صوت بالفعل في فبراير على مساعدة لغزة، كما تم التصويت على منحة أخرى بقيمة 80,000 يورو في ديسمبر الماضي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).