وفاة الفنان الألماني الرائد غونتر أوكر عن عمر يناهز 95 عاماً

توفي الفنان والمنحوت الألماني الشهير غونتر أوكر عن عمر يناهز 95 عاماً. توفي أوكر يوم الثلاثاء، وتم الإعلان عن وفاته يوم الأربعاء.

كان غونتر أوكر أحد أبرز أعضاء الحركة الفنية "زيرو" (Zero)، التي أسسها الفنانان الألمانيان هاينز ماك وأوتو بينه، والتي ركزت على استكشاف الضوء والفضاء والحركة في الفن.

منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، أصبحت المسامير عنصراً مركزياً في أعمال أوكر، سواء في لوحاته أو منحوتاته. استخدم المسامير التي يطرقها في القماش أو الألواح الخشبية وحتى الأحذية لاستكشاف النسيج والإيقاع والحركة وتفاعل الظل والضوء، مما أدى إلى إنشاء أعمال فنية آسرة بصرياً.

ولد الفنان في 13 مارس 1930 في قرية ويندورف شمال ألمانيا. هرب من ألمانيا الشرقية في عام 1953 بعد قمع النظام الشيوعي للانتفاضة الشعبية في برلين الشرقية ومدن أخرى، واستقر في الغرب. تأثرت أعماله بشكل كبير بحدثين رئيسيين في شبابه. قبل أيام من سقوط الرايخ الثالث في عام 1945، قام أوكر، وكان عمره 15 عاماً، بتسمير باب منزل عائلته من الداخل لحماية والدته وشقيقاته من الجنود. ووصف هذا العمل بأنه "فعل ذعر وحماية غريزي" قد يكون تجربة أساسية لمقاربه الفنية المستقبلية. وفي الفترة نفسها، اضطر للمساعدة في دفن جثث سجناء معسكرات الاعتقال الذين غرقوا بعد غرق السفينة التي كانت تقلهم.

بعد هروبه إلى الغرب، استقر في دوسلدورف، حيث لحقت به شقيقته روتراوت، وهي فنانة أيضاً، والتي تزوجت لاحقاً الفنان الفرنسي إيف كلاين.

في عام 1961، انضم غونتر أوكر إلى حركة "زيرو". كما تعاون في تصميم "أماكن معيشة في المتاحف" مع الفنان الألماني غيرهارد ريختر، الذي درس معه.

عبر أعماله، اتخذ غونتر أوكر مواقف سياسية في عدة مناسبات. فبعد حادثة تشرنوبيل النووية عام 1986، رسم سلسلة "صور من الرماد". وبعد أعمال الشغب المعادية للأجانب في روستوك عام 1992، أنشأ مجموعة الأعمال المسماة "الرجل المعذب"، التي عُرضت في 57 دولة.

تُعرض أعمال أوكر وتركيباته في صالات العرض والعديد من المتاحف حول العالم، مثل متحف الفن الحديث في نيويورك ومركز بومبيدو في باريس. كما صمم زجاج النوافذ الملون للكاتدرائيات وقاعة الصلاة في مبنى الرايخستاغ في برلين، مقر البرلمان الألماني.