أسعار الكهرباء في فرنسا قد تتضاعف: خبير يحذر من أن "الأسر البسيطة هي من ستدفع الثمن"

أسعار الكهرباء في فرنسا قد تتضاعف: خبير يحذر من أن "الأسر البسيطة هي من ستدفع الثمن"

في كلمات قليلة

يحذر الكاتب الفرنسي ألكسندر جاردان من أن سياسة الطاقة الجديدة في فرنسا، التي تعطي الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة، ستؤدي إلى تضاعف فواتير الكهرباء. ويشير إلى أن هذا العبء المالي سيقع بشكل أساسي على الأسر ذات الدخل المحدود، مع انتقاد إهمال الطاقة النووية المستقرة والرخيصة.


يثير برنامج الطاقة متعدد السنوات (PPE) الجديد في فرنسا قلقاً متزايداً بشأن تأثيره على أسعار الكهرباء. كانت هناك مخاوف بالفعل داخل البرلمان الفرنسي من الارتفاع المحتمل في التكاليف الذي قد ينجم عن تطبيق هذه الخطة. الكاتب الفرنسي المعروف ألكسندر جاردان يشارك هذه المخاوف بشدة، ويؤكد أن العبء المالي سيقع في النهاية على عاتق المواطنين العاديين والأسر ذات الدخل المحدود.

الوضع مقلق: قد تتضاعف فواتير الكهرباء مرة أخرى. يرى جاردان أنه بعيداً عن المناطق الريفية والقرى حيث يعمل الناس بجد لإطعام البلاد، وبعيداً عن الموانئ المتضررة، تسعى مجموعة صغيرة من الأيديولوجيين والانتهازيين، بمساعدة سياسيين طموحين، لفرض رؤيتهم للمستقبل: مجتمع يعتمد بالكامل على طاقة الرياح والطاقة الشمسية. هذا "الحلم الأخضر" يتم تمويله بمليارات اليوروهات... ولكن من يدفع الثمن؟ بالطبع، هم من يسميهم "البسطاء" أو "المواطنين العاديين".

كانت فرنسا تفتخر في الماضي بكهرباء رخيصة ومستقرة وخالية من الكربون، تعتمد على 58 مفاعلاً نووياً. لكن الأمور تغيرت مع القواعد الأوروبية التي ربطت سعر الكهرباء بسعر الغاز، الوقود الأكثر تكلفة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار. والآن، يقترح الخبراء "تغيير كل شيء". والنتيجة، بحسب الكاتب، هي توربينات رياح عملاقة مستوردة تشوه المناظر الطبيعية، وألواح شمسية أجنبية تغطي الأسطح والحقول، وبحار "مغطاة بالخرسانة". من يهتم بصيادي الأسماك التقليديين؟ ومن يدفع الفاتورة؟ أنتم، أيها المستهلكون العاديون. يتم مضايقة النواب المعارضين، وأحياناً يتم جرهم إلى المحاكم. أما "موردو الطاقة البديلة"؟ فهم مجرد تجار. فاتورتكم؟ لقد تضاعفت بالفعل. أصحاب المخابز؟ يغلقون أبوابهم.

الآن يتم الإعلان عن احتمال تضاعف الفواتير مرة أخرى إذا تم تمرير برنامج الطاقة متعدد السنوات (PPE) الجديد أو فرضه بمرسوم – وهو القانون الذي سيحدد قواعد اللعبة في قطاع الطاقة لعشر سنوات قادمة. ولا رد فعل. صمت مطبق. لا أحد يبالي. مؤسسة "كونكورد"، وهي مركز أبحاث مستقل، نشرت دراسة في مارس أكدت أن تطوير مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة (الرياح والشمسية) سيؤدي إلى ارتفاع سعر الكهرباء للمنازل بنسبة 51% بحلول عام 2035. المستهلك سيتحمل تكلفة إضافية كبيرة. يُقال إن هذا "طبيعي" في سبيل "الانتقال الطاقوي". أنقذوا المناخ! لكن الفقراء هم من يمولون هذا الإنقاذ من خلال فواتير الكهرباء. الخصومات التلقائية من الحسابات البنكية فعالة للغاية في ابتزاز الناس.

انظروا إلى الأرقام: في عام 2024، استهلاك الكهرباء يتراجع، الصناعة تنكمش. البلاد تستهلك أقل. لكن الحكومة تصرخ: "يجب أن ننتج أكثر!" لمن؟ ليس للمواطنين العاديين الذين يشدون الأحزمة بالفعل في استهلاك الطاقة. برنامج PPE يتوقع إنفاق 300 مليار يورو بحلول عام 2040، ستدفعونها أنتم، للحصول على كميات معينة من طاقة الرياح والشمسية. تتكاثر أبراج الرياح، تُسود الأسطح بالألواح، "تُغطى" البحار. ومن سيدفع؟ المواطنون العاديون، المحاصرون في هذا النظام. على سبيل المثال: في عام 2020، ضمنت الدولة سعر شراء لطاقة الرياح (لمشروع في سان بريو) يبلغ 196 يورو/ميجاوات ساعة لمدة 20 عاماً، بينما كان سعر السوق 58 يورو/ميجاوات ساعة. الفرق؟ تدفعونه أنتم، عبر "مساهمة" غير ظاهرة في فاتورتكم. الشركات المشغلة تحقق الأرباح، وأنتم تعوضون.

هذه هي الحقيقة الصادمة لهذا "الانتقال": ريع مضمون لعمالقة الطاقة المتجددة الصينيين أو الأمريكيين، يتم تمويله من قبل صغار المستهلكين - المعلمين والمتقاعدين وأصحاب المخابز الذين يعانون. الأرقام جنونية: 130 مليار يورو لتكييف الشبكات مع كهرباء مشتتة وغير متوقعة؛ 150 مليار يورو لمشغلي الطاقة الشمسية والرياح (إعانات، تعويضات، ضمانات شراء)؛ عشرات المليارات (من المرجح أنها أقل من التقدير الفعلي) لأنظمة تخزين غير موجودة بعد، لتوفير المرونة والاحتياطيات لمواجهة التقطع؛ ومعدات نووية سيتم إجبارها على العمل بطرق غير مثلى.

تذكروا: أغلقنا محطة فيسنهيم، وهي مفاعلان كانا يعملان بكفاءة. الخسارة تقدر بـ 10 مليارات يورو. من دفع؟ خمنوا. مع البرنامج الجديد، تستمر الدوامة. وأنتم دائماً من تدفعون الفاتورة. برنامج PPE هو سرقة قانونية. اختلاس "أخضر". صفعة أعيد تلوينها على أنها "انتقال". بينما الشبكة تزداد هشاشة، يستمرون في تحميل الحمار الأعباء. والحمار الصامت هو المواطن العادي. نحن نرفض أسراب توربينات الرياح التي ستدمر حقولنا، والبحار "المغطاة بالخرسانة"، والرعب الاجتماعي الذي يهدد قطاع الصيد الحرفي الذي سيُجبر على حرق المزيد من الوقود للصيد في مناطق أبعد. نريد منطقاً سليماً. طاقة نووية فعالة ومحلية ومستقرة. انتقال لا يخون الشعب.

ماذا نطالب به؟ لا شيء استثنائي. وقف فوري لبرنامج PPE، ولوقف فرض مصادر الطاقة المتجددة دون نقاش. اختيار واضح، شفاف، وديمقراطي: برنامج طاقة "للمواطنين العاديين" – برنامج قوي، واقعي، اقتصادي، ويحترم أولئك الذين يعيشون هنا. هذه ليست مجرد مسألة طاقة أو بيئة: إنها مسألة كرامة. معركة تتجاوز الانقسامات. معركة كل من يقدرون النزاهة والواقع، بدلاً من الهذيان التكنوقراطي الذي يقترب من جريمة العصر الكبرى. فلتنتبه السلطة. في 28 مايو، صوتت الجمعية الوطنية على إلغاء مناطق الانبعاثات المنخفضة (ZFE). في ذلك اليوم، اهتزت التكنوقراطية البيئية. هذا "الزلزال" يثبت أن الشعب يمكنه الآن أن ينتصر. منذ ذلك الحين، يعرف المواطن العادي الذي يؤمن بالديمقراطية أنه يمكنه استعادة حياته. ضد هذا الجنون.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.