
في كلمات قليلة
قال المؤرخ الفرنسي أرنو تيسّييه إنه يجب الربط بين قضية الهجرة الكثيفة وتدهور حسابات فرنسا المالية العامة. ينتقد تيسّييه السياسيين لتركيزهم على خفض الدين دون معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
دعا المؤرخ الفرنسي البارز أرنو تيسّييه، المتخصص في الحقبة الغولية والجمهورية الخامسة، إلى ضرورة ربط النقاش حول تدفقات الهجرة الكبيرة بتدهور حسابات فرنسا العامة والديون المتراكمة.
في تحليله للأسباب الهيكلية والعميقة لمشكلة الديون العامة الفرنسية، يرى تيسّييه أن السياسيين، وخاصة من اليمين، يتناولون مسألة خفض الإنفاق العام دون الغوص في جذور المشكلة الحقيقية أو إدراجها ضمن مشروع مجتمعي أوسع. ويعتبر أن التركيز فقط على «الديون من أجل الديون» يمثل فخاً للخطاب السياسي اليميني.
يشير تيسّييه إلى أن مقاربة البعض، مثل فرانسوا فيون في حملته الانتخابية، التي تحدثت عن «الإفلاس» دون تحديد واضح لبنود الإنفاق التي سيتم تخفيضها أو شرح أسباب التدهور المالي المستمر لعقود، ليست فعالة. كما ينتقد المقارنات السهلة مع بداية الجمهورية الخامسة وخطة روئف، موضحاً أن سياق ما بعد حرب الجزائر كان مختلفاً تماماً من حيث التماسك المجتمعي، وأن هذه المقارنات هي مجرد «اختصار ذهني» لا يعكس تعقيد الوضع الحالي.
ويشدد المؤرخ على أن «الوقت قد حان لإقامة الصلة بين ما يوصف بـ ’الغمر السكاني والهجروي‘ وتدهور الحسابات العامة»، أي زيادة العجز والدين الحكومي. هذا يتطلب، في رأيه، تحليلاً شاملاً لجميع العوامل التي تؤثر على الإنفاق العام، بما في ذلك التكاليف الاجتماعية والبنية التحتية المرتبطة بدمج وتلبية احتياجات السكان الوافدين.
موقف تيسّييه يأتي ضمن نقاش أوسع في فرنسا حول التحديات الاقتصادية وسبل معالجة الدين العام في ظل عوامل مختلفة، بما في ذلك تأثيرات الهجرة.