جدل في فرنسا: ملصق مؤتمر عن الإسلاموفوبيا يثير اتهامات بـ"إخفاء" امرأة محجبة

جدل في فرنسا: ملصق مؤتمر عن الإسلاموفوبيا يثير اتهامات بـ"إخفاء" امرأة محجبة

في كلمات قليلة

أثار ملصق إعلاني لمؤتمر حول الإسلاموفوبيا في فرنسا جدلاً، حيث ظهرت سيدة مشاركة محجبة مرسومة بدلاً من صورتها، بينما ظهر الرجال المشاركون بصورهم. اتهم المنتقدون هذا التمييز بأنه "إخفاء" للمرأة، لكن المنظمين أوضحوا أن السيدة اختارت عدم إظهار هويتها الكاملة لحماية نفسها من التحرش والهجمات الإسلاموفوبية المحتملة.


أثار ملصق إعلاني لمؤتمر حول "الإسلاموفوبيا" من المقرر عقده في مدينة بربينيان الفرنسية جدلاً سياسياً واسعاً. المؤتمر ينظمه الجناح الشبابي لحزب "فرنسا الأبية" اليساري (La France insoumise, LFI) وجمعية الطلاب المسلمين في فرنسا (AEMF).

مكمن الجدل هو طريقة عرض المشاركين في الملصق. يظهر في الملصق صورتان لرجلين: النائب عن حزب LFI رافائيل أرنو، وأحد المنظمين من الجناح الشبابي للحزب. في المقابل، السيدة التي ستتحدث في المؤتمر باسم جمعية الطلاب المسلمين في فرنسا ممثلة برسم لامرأة محجبة، مع ذكر اسمها الأول فقط وهو شيرين، بدلاً من صورتها واسمها الكامل كما هو الحال مع المتحدثين الذكور.

اعتبرت قوى سياسية مختلفة هذا التمثيل مثيراً للانتقاد. فقد أصدر الجناح الشبابي لحزب "الجمهوريون" بياناً استنكر فيه "إخفاء امرأة على ملصقهم المرئي"، معتبرين أن هذا الموقف "يحمل دلالة رمزية تثير تساؤلات جدية في نظرنا". كما وصفوا حضور النائب أرنو، الذي يصفونه بأنه "مصنف S" (إشارة إلى كونه تحت المراقبة الأمنية) والمرتبط بـ"اللجنة الفرنسية لدعم فلسطين"، إلى جانب مشاركة جمعية الطلاب المسلمين في فرنسا، بأنه "إرادة سياسية لتطبيع الخطاب الطائفي" و"اعتداء على العلمانية".

وانتقدت أيضاً عالمة الأنثروبولوجيا فلورانس بيرجو بلاكلر، المتخصصة في الإسلاموية، الملصق. وكتبت على منصة X (تويتر سابقاً) أن النائب عن "الحزب الإسلاموي الأولي LFI" يشارك في مؤتمرات تنظمها جماعات "يتم فيها إخفاء وجوه النساء"، متسائلةً عما سيفعله إذا تم التصويت له.

من جانبه، أعلن عمدة بربينيان عن حزب "التجمع الوطني"، لوي أليو، على نفس المنصة الاجتماعية أنه طلب إلغاء المؤتمر، واصفاً إياه بـ"الاستفزاز"، وأكد أنه وقع قراراً يمنع أي تجمعات لهذه المناسبة.

رداً على الانتقادات، أكدت جمعية الطلاب المسلمين في فرنسا (AEMF) استياءها من "المضايقات والإهانات ذات الطابع الإسلاموفوبي" التي تتعرض لها شيرين. وأوضحت الجمعية أن شيرين، وهي متطوعة في الجمعية، "اختارت بنفسها عدم الظهور بوجه مكشوف وعدم ذكر اسم عائلتها، للحفاظ على حياتها الخاصة وحماية نفسها من الهجمات الإسلاموفوبية المحتملة". هذا التبرير أكده أيضاً المتحدث باسم الجناح الشبابي لحزب LFI، هوجو مازوز، الذي قال إن "رفيقتنا وصديقتنا لم ترغب في الظهور خوفاً من التحرش السيبراني لأنها محجبة"، مستنكراً "موجة الكراهية من القطيع الإسلاموفوبي".

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.