
في كلمات قليلة
أصدرت محكمة الاستئناف في باريس قراراً بالإفراج عن زعيم الحركة الاستقلالية في كاليدونيا الجديدة كريستيان تين تحت الرقابة القضائية. أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بشكل حاد بين الأطراف السياسية في الإقليم، حيث ندد به الموالون واحتفى به الانفصاليون.
أثار قرار محكمة الاستئناف في باريس يوم الخميس بإطلاق سراح زعيم الحركة الاستقلالية في كاليدونيا الجديدة، كريستيان تين، سلسلة من ردود الفعل المتباينة بشدة بين أنصار ومعارضي استقلال الإقليم الواقع في المحيط الهادئ.
وبينما استقبل البعض القرار بالاستياء وعدم الفهم، شعر آخرون بالارتياح. فقد وصفت الحركتان الرئيسيتان غير الانفصاليتين، «الموالون» و«التجمع-LR»، في بيان مشترك، القرار بأنه "غير مفهوم وصادم"، مؤكدتين أنه اتُّخذ "على بعد 16000 كيلومتر" من قبل "قضاة بعيدين عن الواقع المأساوي" الذي يعيشه سكان كاليدونيا الجديدة. واعتبرتا أن القرار هو نتاج "ضغوط سياسية ونضالية عديدة" وعرض "لضعف القضاء الفرنسي المسؤول بوضوح عن تجاهل حجم المعاناة التي تحملناها".
من جانبه، شجب رئيس حكومة كاليدونيا الجديدة، ألسيد بونغا («التجمع-LR»)، "عدالة جائرة" و"فجوة غير مقبولة" مع معاناة ضحايا اضطرابات مايو 2024، التي يُتهم كريستيان تين بالتحريض عليها مع خلية تنسيق العمل الميداني (CCAT)، التي يتزعمها. وكتب على فيسبوك: "العدالة تستسلم للترهيب والتسويات السياسية".
على النقيض من ذلك، رحب النواب الانفصاليون بقرار اعتبروه "متوقعاً". عبرت جبهة التحرير الوطني الكاناكي والاشتراكي (FLNKS)، التي أصبح الناشط الكاناكي رئيسًا لها أثناء احتجازه، عن "مشاعرها العميقة" و"ارتياحها الكبير"، معتبرةً أن القضية كانت مشوبة "بالخطابات التي تحض على الكراهية والانتقام" من قبل بعض المسؤولين غير الانفصاليين. دعا الحركة، وهي التحالف الانفصالي الرئيسي، نشطاءها إلى "عدم الاستسلام للاستفزاز"، معلنةً أنها ستحدد في الأيام المقبلة موقفها من المشاركة في المناقشات المؤسسية المستقبلية.
من المتوقع أن تُثار مسألة عودة كريستيان تين إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع الرغبة في جمع المسؤولين من كاليدونيا الجديدة في باريس مطلع يوليو. ومع ذلك، حذر النائب غير الانفصالي نيكولا ميتزدورف بالفعل بأن "وجود كريستيان تين في المناقشات غير وارد على الإطلاق". من جهة أخرى، رحب نواب مؤيدون لزعيم الكاناكي، وهما إيمانويل تجيباو وروبرت كزوي، بـ"العودة إلى القانون" و"انتصار معنوي وسياسي وإنساني"، معتبرين أن المتهمين عوملوا ظلماً "كسجناء سياسيين".
أمرت محكمة الاستئناف في باريس يوم الخميس بالإفراج عن كريستيان تين وعدة نشطاء آخرين في CCAT تحت الرقابة القضائية. يلاحق هؤلاء لدورهم المزعوم في اضطرابات مايو 2024، وكانوا محتجزين في فرنسا منذ يونيو 2024. لا يزال سارياً بحقهم قرار يمنعهم من الإقامة في كاليدونيا الجديدة والتواصل مع متهمين آخرين في القضية.