العنصرية والهوية في فرنسا: كيف جعل اليمين المتطرف هذه القضايا مركزاً للانتخابات

العنصرية والهوية في فرنسا: كيف جعل اليمين المتطرف هذه القضايا مركزاً للانتخابات

في كلمات قليلة

يؤكد الخبير ماتيو مولار أن قضايا العنصرية والهوية أصبحت أكثر بروزاً في الإعلام والسياسة الفرنسية خلال العقدين الماضيين. ويشير إلى أن اليمين المتطرف سيس هذه المواضيع ووضعها في صلب الحملات الانتخابية، على الرغم من أن الدراسات لا تظهر بالضرورة زيادة في التعصب بين عموم السكان.


يرى ماتيو مولار، رئيس تحرير موقع StreetPress الإخباري، أن "العنصرية حاضرة في وسائل الإعلام بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه قبل 10 أو 15 أو 20 عاماً". ويضيف أن اليمين المتطرف في فرنسا قام بتسييس مسألة الهوية الوطنية، مما جعل هذا الموضوع "على رأس القضايا التي تحدد نتيجة الانتخابات". جاء هذا التحليل خلال مشاركته في برنامج The Talk على قناة franceinfo يوم 11 يونيو.

بعد حادثة مقتل هشام ميراوي في إقليم فار، حلل ماتيو مولار في برنامج The Talk كيف قام اليمين المتطرف والمجموعات القومية بتسييس النقاش حول الهوية.

يقول ماتيو مولار: "هناك خطاب عنصري منتشر بشكل أكبر بكثير في وسائل الإعلام مما كان عليه الحال قبل 10 أو 15 أو 20 عاماً". ويشير إلى حادثة وقعت في 31 مايو الماضي في بوجيه سور أرجان (فار)، حيث يواجه المشتبه به في جريمة القتل اتهامات بـ"القتل والشروع في القتل على خلفية عمل إرهابي، بدوافع عنصرية أو دينية أو مرتبطة بالأصل".

في الوقت الذي يدين فيه العديد من الشخصيات العامة والمسؤولين السياسيين ما يعتبرونه "مناخاً عنصرياً" يتزايد في فرنسا، يشير ماتيو مولار إلى مفارقة في "الدراسات المعمقة حول ما يفكر فيه الفرنسيون". ويتساءل: "هل أصبح الفرنسيون أكثر كراهية للمثليين مما كانوا عليه قبل 20 عاماً؟ الإجابة هي لا. هل أصبح الفرنسيون أكثر عنصرية أو تعصباً مما كانوا عليه قبل 20 عاماً؟ الإجابة هي بالأحرى لا". ومع ذلك، يعترف الصحفي بوجود فارق بسيط بشأن العنصرية: "كنا نتقدم، لكننا الآن نركد، بل ونتراجع قليلاً".

بالنسبة لرئيس تحرير StreetPress، كان هناك "تسييس" للنقاش حول الهوية. ويقدر أنه "في السابق، كان هناك جزء لا يستهان به من المجتمع يحمل أحكاماً مسبقة عنصرية، لكنه لم يكن يصوت بناءً على هذه الأحكام المسبقة، لم يكن هذا ما يحفز تصويتهم".

ويوضح ماتيو مولار: "اليوم، وبفضل العمل الذي قام به اليمين المتطرف والمجموعات القومية، قمنا بتسييس هذا النقاش ووضعناه على رأس القضايا التي تحدد نتيجة الانتخابات".

ويضيف مولار: "قبل عام 2001، لم تكن هناك أي انتخابات رئاسية دارت حول نقاش حول الهوية. منذ ذلك الحين، كانت مسألة الهوية من بين النقاشات الرئيسية، ضمن النقاشات الثلاثة أو الأربعة الأولى، في الرأي العام في جميع الانتخابات".

ويندد ماتيو مولار قائلاً: "لقد قمنا بتسييس نوع من 'الرجعية'".

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.