محللة نفسية: هل كل أسرارنا تحتفظ بنفس القيمة وراء الصمت؟

تتساءل المحللة النفسية الشهيرة لورانس جوزيف عما يكمن وراء «ندوبنا» وما نخفيه عن الأنظار، وما هي القيمة الحقيقية لما نحتفظ به سراً. في سياق لقاءات فلسفية عقدت مؤخراً في موناكو وتمحورت حول مفهوم الحقيقة، تتأمل جوزيف في معنى الخفاء وكيف تشكل أسرارنا جزءًا لا يتجزأ من هويتنا.

تدعونا لورانس جوزيف إلى الغوص في عالم الذات الحميمية، ذلك الجزء المخفي عن الآخرين. تستحضر ذكريات شخصية – من تجربة التدخين السرية في سن المراهقة إلى الرغبة في إخفاء ندوب عملية جراحية. هذا يقودها إلى طرح سؤال محوري: هل قيمة هذه الأشياء المخفية متساوية؟ ما الذي يمنح القيمة لما نختاره ألا نظهره؟ إن القصص التي نلزم الصمت بشأنها تحمل ثقلاً خاصاً، فهي بمثابة علامات بيوغرافية، «انعطافات» و«منعطفات» حاسمة في مسار حياتنا.

لكن المحللة النفسية تحثنا على التفكير بعمق: هل كل أشكال صمتنا تخبئ نفس أنواع الأسرار؟ هل هي كنوز ثمينة أم مجرد مستودعات للخزي والعار؟ القاعدة الأساسية هي أننا نميل إلى إخفاء ما يغيرنا.

الذات الحميمية، ما هو مخفي، والأسرار هي مجالات تحولاتنا الداخلية. هذه التحولات تدفعنا في كل مرة إلى فترة من المسخ والتغيير. بعضها قد يكون مرغوباً فيه ويقود إلى نجاحات على مدى الحياة، في حين أن البعض الآخر قد يتركنا مدمرين. نحن نخفي ما يجعلنا مختلفين، ما يزيد من تعقيد هويتنا. قد يكون هذا مرتبطًا بتجاوز الحدود الممنوعة، أو المراقبة الخفية، أو كسر القيود المفروضة علينا. في هذه اللحظات، نصبح شخصاً آخر غير ذواتنا المعتادة، ونختبر حريتنا ونلتقي بأنفسنا الحقيقية.

أحد تعاريف الحميمية هو السماح لشيء يبدو غريباً عنا بأن يدخل إلى دواخلنا، ثم نتعلم كيف نروضه. ولهذا، فإننا نبقى مخفيين في البداية. مخفيين من الحذر، خوفاً من عدم الارتقاء إلى مستوى شيء رائع، أو رغبةً في الحفاظ على شيء ثمين لأنفسنا. كم من الأشياء اخترنا أن نبقيها لأنفسنا؟

ومع ذلك، هناك أمر واحد يجب أن يبقى في أذهاننا يقظاً: للحميمية والصمت حدود تفصلها عن حالات أخرى مثل الخزي، والوحدة، والعزلة. قيمة ما نخفيه يمكن أن تنحرف أيضاً نحو هذه المناطق المؤلمة. من واجبنا أن نقيم ما إذا كانت كنوزنا الظاهرة لا تتحول في الحقيقة إلى ندوب تذكرنا بشيء آخر أقل بهجة.