
في كلمات قليلة
نظمت في باريس مسيرة ضخمة شارك فيها الآلاف تضامناً مع قطاع غزة. تأثرت المظاهرة بشكل كبير بحادثة اعتراض إسرائيل لسفينة المساعدات "المدلين" ضمن "أسطول الحرية"، والتي كانت على متنها النائبة الأوروبية ريما حسن.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة حاشدة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. يوم السبت، 14 يونيو 2025، اكتظ ميدان الجمهورية بآلاف المتظاهرين في مسيرة امتدت نحو ميدان الأمة. قدّر المنظمون، بما في ذلك نقابة CGT وحزب "فرنسا الأبية" (LFI)، عدد المشاركين بنحو 150 ألف شخص.
جاءت هذه الموجة الجديدة من التعبئة عقب حادثة اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة "المدلين" كجزء من عملية "أسطول الحرية". كانت السفينة تحمل مساعدات إنسانية ومتجهة إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار، لكنها تعرضت للتوقيف من قبل الجيش الإسرائيلي. تم ترحيل جميع الركاب الاثني عشر الذين كانوا على متنها، فيما رفض ثلاثة منهم المغادرة وما زالوا في إسرائيل.
حظيت النائبة الأوروبية من حزب "فرنسا الأبية" (LFI)، ريما حسن، وهي فرنسية من أصل فلسطيني وكانت ضمن طاقم سفينة "المدلين"، بترحيب كبير من قبل الحشود. ردد المتظاهرون اسمها بحماس، واعتبرها الكثيرون "نجمة" المسيرة. وصفت ريما حسن الاستقبال بأنها "اختطفت".
شارك في المسيرة ممثلو عدة نقابات وأحزاب يسارية وجمعيات تضامنية مع فلسطين، مع دعوات واسعة للمشاركة من شخصيات ثقافية وفنية. أكدت النقابات المشاركة أن المظاهرة تندرج ضمن "عطلة نهاية الأسبوع العالمية للتعبئة" دعماً لغزة.
على المنصة الرئيسية، اعتلت ريما حسن المنصة مع اثنين آخرين من أفراد طاقم "المدلين" وسط هتافات الترحيب. انتقدت حسن بشدة منتقدي رحلة الأسطول، واصفة إياهم بأنهم "تألقوا بتقاعسهم وسلبيتهم وتواطؤهم". وأكدت أن الرحلة كانت "علامة أمل"، مشددة على أهمية المقاومة حتى اللحظة الأخيرة، ودعت فرنسا والرئيس ماكرون إلى عدم التواطؤ مع حصار غزة.
في المقابل، عبّر بعض المتظاهرين عن آراء أكثر تحفظاً بشأن فعالية الأسطول. اعتبرت سيلفي، ناشطة من الحزب الشيوعي الفرنسي، أن ريما حسن لا تمثل الكثير بالنسبة لها وأنها غير مقتنعة بجدوى الأسطول، معتبرة أن الحركة يجب أن تأتي من الشعب الفلسطيني نفسه مع الدعم الخارجي. من جهته، رأى جان فرانسوا أن ما حدث كان "عملية سياسية وليست إنسانية" وأن "تمجيد" ريما حسن كان مبالغاً فيه، لكنه أقر بأن الأسطول نجح في لفت الانتباه إلى غزة.
شهدت المسيرة توتراً في بولفار فولتير، حيث قام مجموعة من الأشخاص على شرفة مبنى بتحية المتظاهرين برفع علم إسرائيلي صغير، مما أثار غضب الحشود. رد المتظاهرون بهتافات غاضبة منددة بـ "الصهيونية" و"الفاشية" و"الإرهاب". تدخلت الشرطة أمام مدخل المبنى لتهدئة الوضع قبل أن تستكمل المسيرة طريقها.
من جانبه، أكد متظاهر يُدعى باستيان أن سفينة إنسانية واحدة لن تغير واقعاً مستمراً منذ 77 عاماً، لكنه رحب بآثار العملية في تحفيز قوافل أخرى. كما عبر عن غضبه من الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران.
شدد المنسق الوطني لحزب "فرنسا الأبية"، مانويل بومبار، على فخره بطاقم سفينة "المدلين"، مؤكداً أن "كسر حصار غزة واجب". دعا إلى أشكال أخرى من التعبئة، مثل تعليق علاقات التوأمة مع المدن الإسرائيلية.