
في كلمات قليلة
فريدريك بيغبدير يسلط الضوء على الصعوبات المالية التي تواجه الأدباء حالياً، مشيراً إلى أن قلة مبيعات الكتب تجعل الكتابة عملاً غير مربح. استخدم مثال كتاب عن كيليان مبابي تحول إلى تأمل ذاتي ليوضح الأزمة، مقترحاً بسخرية أن الكتّاب قد يحتاجون إلى علاج نفسي.
تحدث الكاتب والناقد الفرنسي الشهير فريدريك بيغبدير عن الوضع المالي الصعب الذي يواجهه الكتّاب المعاصرون، مقترحاً بسخرية تخصيص جناح لهم في مستشفى الأمراض النفسية الشهير سانت آن في باريس.
جاءت تصريحات بيغبدير في سياق تعليقه على كتاب للكاتبة آن أكريش، الذي كان يهدف في الأصل ليكون سيرة ذاتية للاعب كرة القدم الشهير كيليان مبابي، لكنه تحول إلى رحلة تأمل ذاتي للكاتبة.
يشير بيغبدير إلى أنه بالرغم من الاحترام الاجتماعي والتقدير الفني الذي يحظى به الأدباء، إلا أن غالبيتهم يعانون من ضائقة مالية شديدة. ويصف وضعهم بأنهم "في فقر مدقع"، باستثناء عدد قليل جداً.
في العصر الحالي، حيث شراء الكتب الجديدة قليل والناس يفضلون الكتب المستعملة، أو النسخ ذات الغلاف الورقي الرخيص، أو الاستعارة من المكتبات، أصبحت الكتابة "عملاً منزلياً غير مدفوع الأجر". ويشبه بيغبدير هذا الوضع بالعبودية المعاصرة، "ولكن بدون ضرب السياط".
يتناول فريدريك بيغبدير بالتفصيل كتاب أكريش عن مبابي. في هذا الكتاب، الشخصية الرئيسية، التي تحمل اسم آن أيضاً، تتلقى طلباً لكتابة سيرة مبابي. هي منفصلة مؤخراً عن زوجها، وهو أديب مشهور، بعد فوزه بجائزة أدبية مرموقة. الشخصية تفرط في الشرب - ويعلق بيغبدير بسخرية أن هذا أقل ما يمكن توقعه من شخص يحمل الأحرف الأولى "أ.أ.". هي لا تهتم بكرة القدم وحياتها بلا هدف، مما يجعلها نقيضاً مطلقاً للاعب مبابي المعروف بهدفه وتركيزه. عدم قدرتها على كتابة السيرة المخطط لها وتحول الكتاب إلى تأمل ذاتي يعكس، بحسب بيغبدير، الأزمة التي يمر بها العديد من المؤلفين المعاصرين.
بهذه الطريقة، تسلط تعليقات بيغبدير، التي جاءت بأسلوبه اللاذع المعتاد، الضوء على مشكلة عميقة: بالرغم من الموهبة والتقدير، أصبح كسب العيش من الكتابة الأدبية أمراً صعباً للغاية، وهو ما قد يدفع بعض الكتّاب إلى اليأس والاضطراب النفسي، كما يرى بيغبدير.