مستقبل الطاقة في فرنسا: صراع برلماني حاد حول النووي والمتجددة

مستقبل الطاقة في فرنسا: صراع برلماني حاد حول النووي والمتجددة

في كلمات قليلة

بدأ البرلمان الفرنسي نقاشاً حاداً حول مشروع قانون يحدد مستقبل استراتيجية الطاقة في البلاد، وسط تأخير في خطة الحكومة الخاصة بالطاقة. النقاش يكشف عن خلافات عميقة حول دور الطاقة النووية والمصادر المتجددة، ويتضمن اتهامات بمناورات سياسية لكسب الوقت.


بدأ النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية يوم الاثنين مناقشة مشروع قانون مقدم من السيناتور دانيال غريميليت عن حزب «الجمهوريون» ويتعلق بالبرنامج الوطني للطاقة وتبسيط الإجراءات التنظيمية في قطاع الطاقة.

يعتبر هذا النص حاسماً لأنه سيحدد الخيارات المستقبلية لفرنسا في مجال الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية والطاقات المتجددة. هذه القرارات سيكون لها عواقب مباشرة على البيئة، جودة الهواء الذي نتنفسه، طريقة التدفئة في المنازل، وبالتأكيد على فواتير الطاقة للمواطنين.

تكتسب هذه المناقشة أهمية خاصة في ظل التأخير المستمر منذ عامين في تقديم الحكومة لبرنامجها الطاقوي متعدد السنوات للعشر سنوات القادمة. يهدف هذا البرنامج الحكومي إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

على الرغم من أن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو كان يفكر في البداية في تمرير البرنامج الحكومي بمرسوم، إلا أنه سمح للنواب الآن بـ«التمزق» حول مشروع القانون البرلماني هذا. ووفقاً للتقديرات، يمكن للحكومة الاستفادة من نتائج هذه المناقشات البرلمانية لإعادة صياغة نسختها التنفيذية التي تعتزم تقديمها في نهاية الصيف.

تتخذ النقاشات منحى سياسياً للغاية. فبينما يدعم البعض بشدة تطوير الطاقة النووية، يعبر دعاة حماية البيئة واليسار الراديكالي (مثل حزب «فرنسا الأبية») عن استيائهم. هم يدعون إلى تسريع التحول الطاقوي نحو المصادر المتجددة، مؤكدين أن الحكومة تبطئ من هذا التحول، لا سيما في مجالات الطاقة الشمسية على الأسطح وطاقة الرياح في البحر والبر. وتشير جمعيات متخصصة إلى أن وتيرة تطوير طاقة الرياح في الربع الأول من عام 2025 كانت الأضعف منذ فترة طويلة.

كان التوتر واضحاً أيضاً خلال مناقشة النص في اللجنة البرلمانية بالجمعية، حيث تم تفكيك بعض الإجراءات المتعلقة بتعزيز الطاقة النووية. يتم تقديم تعديلات جديدة، مما ينذر باستمرار المواجهة السياسية. اتهمت إحدى النائبات عن حزب البيئة رئيس الوزراء باستخدام هذا النص «كواجهة» من أجل «كسب الوقت» والبقاء في منصبه.

من المتوقع أن تستغرق دراسة هذا النص وقتاً طويلاً، حيث تتطلب قراءتين في كل من مجلسي البرلمان. بغض النظر عن نتيجة التصويت في الجمعية الوطنية هذا الأسبوع، سيعود مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ. وفي النهاية، هناك احتمالات كبيرة بألا يتم تبنيه نظراً للخلافات العميقة بين الأطراف السياسية المختلفة.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.