الممثل والمخرج الفرنسي شارل بيرلينغ: حرية الإبداع تواجه "هجوماً خطيراً" من السياسيين وأصحاب المليارات

الممثل والمخرج الفرنسي شارل بيرلينغ: حرية الإبداع تواجه "هجوماً خطيراً" من السياسيين وأصحاب المليارات

في كلمات قليلة

الفنان الفرنسي البارز شارل بيرلينغ يعرب عن قلقه الشديد بشأن حرية الإبداع في فرنسا. يرى أن الفن يتعرض لضغوط من السياسة ورأس المال الكبير، ويدعو إلى دعم الثقافة واستخدام المسارح كمساحات للنقاش العام الهادف.


صرح الفنان الفرنسي البارز شارل بيرلينغ، الذي يدير مسرحين في مدينة تولون، أن حرية الإبداع تتعرض "لهجوم خطير". ويرى أن هذا الضغط يأتي من جهات سياسية وأيضاً من قبل "أصحاب المليارات". ويسعى بيرلينغ لأن تستعيد المسارح دورها كـ "أغورا"، أي مساحة للنقاش العام المفتوح.

مستذكراً مقولة المفكر الفرنسي مالرو بأن "اليوم الذي يعتقد فيه السياسيون أن من حقهم أن يقولوا 'هذا فن وهذا ليس فناً'، هو بداية الشمولية"، أكد بيرلينغ على ضرورة استقلال الفن عن الإملاءات السياسية.

تأتي تصريحاته قبيل الذكرى الستين لمسرح "شاتوفالون"، الذي يديره مع مسرح "ليبرتيه" في تولون. تحدث بيرلينغ عن تجربته الشخصية مع "شاتوفالون" في صغره، وكيف كان مكاناً للتحرر والتفكير خارج المألوف. وروى كيف واجه المسرح تهديداً بالزوال في التسعينيات عندما وصلت قوى اليمين المتطرف إلى حكم تولون، وكيف نجا بفضل دعم الدولة، ليصبح "مسرحاً وطنياً" ومستمراً في الاحتفاء بالثقافات الحضرية.

انتقد بيرلينغ بشدة فكرة تخفيض الدعم الحكومي للثقافة، واصفاً إياها بأنها "إيديولوجية". واعتبر أن الاعتقاد بأن الأموال العامة تصرف على عروض "غامضة أو استفزازية جداً" يمثل فكرة خاطئة تماماً.

وقال شارل بيرلينغ موجهاً كلامه للسلطات: "الاستثناء الثقافي الفرنسي، إما أن تموله وإما أن تتخلى عنه".

لاحظ بيرلينغ أن ميل التدخل السياسي في تعريف الفن يتزايد من مختلف الأطراف. وفي مواجهة تبسيط اللغة والنقاش الذي يروّجه أصحاب المليارات عبر المنصات الرقمية، يرى أن المسرح يجب أن يقدم التعقيد والفروقات الدقيقة.

وكمثال على ذلك، ذكر بيرلينغ تبنيه لتحويل بودكاست عن السياسي الفرنسي ليون بلوم إلى "حدث مسرحي تفاعلي" بمشاركة مؤرخين وفنانين وممثلين، لخلق "أغورا أفقية". ويخطط مستقبلاً لتحويل بودكاست "المقاومات" إلى عمل مسرحي، ليسلط الضوء على أصوات نساء تاريخيات بقين في الظل، ويذكر بأهمية الصوت الداخلي الذي يرفض قبول بعض الأمور.

وأكد بيرلينغ أن دور المسرح اليوم هو إعادة إحياء وظيفة الأغورا، لأن الناس يعانون من الاقتصار على هواتفهم للتبادل السطحي للآراء حول قضايا معقدة مثل غزة. ودراسة شخصيات مثل ليون بلوم، حسب قوله، تعلمنا رؤية الفروقات الدقيقة وتجنب التفكير الثنائي القائم على التصنيف.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.