
في كلمات قليلة
تشن إسرائيل ضربات جوية مكثفة على منشآت البرنامج النووي الإيراني في عملية «الأسد الصاعد»، معتبرة إياه تهديدًا وشيكًا. يشكك الخبراء في القدرة على تدمير المواقع تحت الأرض، بينما ترد إيران وتهدد بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، مما يزيد من مخاطر التصعيد في المنطقة.
تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ أكثر من أربعة أيام ضربات مكثفة على البنية التحتية لبرنامج إيران النووي. العملية، التي أُطلق عليها اسم «الأسد الصاعد»، بدأت يوم الجمعة بهدف معلن هو إخضاع النظام الإيراني. تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني «تهديدًا وجوديًا» و«وشيكًا»، وتضعه على رأس قائمة أهدافها.
وفقًا لمصدر عسكري إسرائيلي، تم اتخاذ قرار الهجوم لأن «كنا عند نقطة اللاعودة»، وذلك في تعليق نُشر نهاية الأسبوع الماضي.
مع استمرار العمليات العسكرية، التي تثير مخاوف جدية بشأن تصعيد الصراع في المنطقة، يتساءل الخبراء العسكريون عن قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها، بغض النظر عن التفوق الذي تتمتع به. قال الجنرال جيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يوم الاثنين: «لقد دمرت الضربات الإسرائيلية ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. لكن الهدف الأكثر تعقيدًا هو البرنامج النووي».
ردت طهران بشدة على عملية «الأسد الصاعد» التي شنتها إسرائيل، وقصفت مراكز حضرية. تعتبر إسرائيل هذا الرد تجاوزًا لـ«خطوط حمراء» عديدة من قبل إيران.
تشير التحليلات إلى أن المسؤولين السياسيين الرئيسيين في إيران يختبئون على أمل إنقاذ سلطة تبدو إسرائيل مصممة على إسقاطها. رغم أن القيادة الإيرانية، التي بدا عليها الارتباك، أبدت استعدادًا للتفاوض، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يبدو مهتمًا بذلك حتى الآن. قد يتغير الوضع إذا لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في نزع سلاح القيادة الإيرانية أو الإطاحة بها.
البلدان منخرطان في حرب استنزاف. تتهم إسرائيل عدوها باستهداف المدنيين بشكل متعمد.
تهدد طهران بالانسحاب السريع من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) لمحاولة إقناع الدول الغربية بالمساعدة في وقف القصف.
أدت العقوبات الأمريكية والأوروبية إلى ابتعاد إيران عن الدول الغربية، لا سيما فرنسا التي أصبحت شريكًا اقتصاديًا ثانويًا. ومع ذلك، تحتفظ إيران بموقع استراتيجي على الساحة العالمية بفضل مواردها الطاقوية.
الهجوم الذي تشنه إسرائيل على الأراضي الإيرانية يضع الجمهورية الإسلامية تحت ضغط هائل. المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يتولى السلطة منذ عام 1989، لم يبدُ بهذا الضعف من قبل. وفاة عدة شخصيات بارزة في النظام الإيراني خلال الهجوم الإسرائيلي تثير تساؤلات حول من سيخلف علي خامنئي، في حال إقصائه.
يؤكد خبراء أن القنابل الأمريكية العملاقة التي تزن ما يقرب من 14 طنًا هي الوحيدة القادرة على اختراق الطبقات السميكة من الخرسانة والأرض التي تحمي المواقع الإيرانية تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم.