
في كلمات قليلة
تحدث لاعب خط الوسط الفرنسي السابق إيمانويل بوتي عن تجربته مع ارتجاج المخ في كرة القدم ودعا اللاعبين إلى تحمل المسؤولية تجاه إصابات الرأس. وأكد أنه رغم وجود بروتوكولات جديدة، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لحماية صحة الرياضيين.
تحدث إيمانويل بوتي، لاعب خط الوسط السابق لمنتخب فرنسا وبطل العالم عام 1998، بصراحة عن تجربته مع إصابات الرأس في كرة القدم ودعا اللاعبين إلى أخذ الارتجاجات على محمل الجد.
على الرغم من اعتزاله اللعب الاحترافي في عام 2004، لا يزال بوتي، الذي لعب لأندية مثل موناكو وأرسنال وبرشلونة وتشيلسي، يعاني من عواقب الصدمات المتكررة التي تلقاها في الرأس أثناء المباريات. يقول إنه يعاني شهريًا من نوبات صداع نصفي حادة تستمر لأكثر من 24 ساعة ولا تستجيب للمسكنات العادية.
أشار بوتي إلى أن موضوع ارتجاج المخ لم يكن يُناقش تقريبًا خلال مسيرته الكروية. هو نفسه تعرض لارتجاج حاد في عام 2000 أثناء اللعب لبرشلونة، أمضى بعده 24 ساعة في المستشفى ولم يتذكر تفاصيل المباراة. السبب الذي دفعه لإجراء فحوصات جادة لدماغه كان مأساة عائلية: وفاة أخيه الأكبر بنزيف في المخ أثناء اللعب على أرض الملعب وهو في سن مبكرة. ومع ذلك، لم يتحدث أحد في ذلك الوقت عن الأضرار المحتملة طويلة المدى من ضربات الرأس.
على مدار مسيرته، تعرض بوتي للعديد من الإصابات في الوجه والرأس: 17 جرحًا مفتوحًا في الرأس، حوالي عشر مرات كُسرت حواجبه، كُسر أنفه 3 أو 4 مرات، وتُحطمت عظام وجنتيه. ورغم ذلك، لم يتم تشخيص "ارتجاج المخ" رسميًا له على الإطلاق.
يشير اللاعب السابق إلى أن الوضع يتغير الآن. يتم تطبيق بروتوكولات من قبل الاتحادات والدوريات للكشف عن الارتجاجات وعلاجها، مما يدل على التقدم. لكن بوتي مقتنع بأن هذا ليس كافيًا وأن هناك الكثير مما يجب القيام به.
يعتقد أن الدور الرئيسي يجب أن يلعبه وعي اللاعبين أنفسهم. أكد بوتي: "اللاعب هو المسؤول عن الاعتناء بنفسه". ويرى أن الرياضيين ملزمون بأخذ أي صدمة في الرأس على محمل الجد ومغادرة الملعب عند ظهور أولى الأعراض. وهذا يتطلب أيضًا تعاونًا أفضل بين الطواقم الطبية وتبادلًا واسعًا للمعرفة والأدوات التشخيصية.
إيمانويل بوتي هو سفير لمشروع تطوعي يسمى BrainEye، وهو تطبيق لتتبع صحة الدماغ، مما يؤكد التزامه بهذا الموضوع كمسألة صحة عامة. أشار إلى أن عواقب إصابات الرأس غالبًا ما تكون "غير مرئية" ولا يزال هناك نقص في التوعية الكافية حول هذا الموضوع في كرة القدم.
عند مناقشة التدابير الممكنة، مثل حظر ضرب الكرة بالرأس للاعبين الشباب (وهو ما تم تطبيقه بالفعل في بعض البلدان)، أعرب بوتي عن شكوكه في فعاليتها. يعتقد أنه من المستحيل حظر ضرب الكرة بالرأس تمامًا، فهي جزء من اللعبة. بدلاً من ذلك، يقترح استخدام كرات أكثر ليونة في التدريبات للاعبين الصغار وتطبيق أدوات تسمح بالكشف السريع عن الارتجاجات.
تطرق اللاعب السابق أيضًا إلى الجانب المعقد لنفسية لاعبي كرة القدم. بسبب المنافسة الشديدة والحماية المالية (في كرة القدم الاحترافية المتقدمة، يواصل اللاعبون الحصول على رواتبهم حتى أثناء العلاج بفضل التأمين)، يخفي الكثيرون أعراض الإصابات خوفًا من فقدان مكانهم في التشكيلة. في رياضات أخرى، حيث لا توجد مثل هذه الحماية المالية، يكون اللاعبون أكثر ضعفًا.
تتجاوز هذه المشكلة المسؤولية الفردية وتتطلب جهودًا على جميع المستويات - من الأندية والاتحادات إلى المنظمات الدولية مثل الفيفا، التي تقوم أيضًا، وفقًا لأحدث المعلومات، بتطوير تدابير جديدة لمكافحة الارتجاجات ودعم اللاعبين السابقين الذين يعانون من مشاكل عصبية.