
في كلمات قليلة
ألغت فرنسا مؤتمراً كان مقرراً في نيويورك حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يربط المحللون ذلك بتصاعد التوترات الإقليمية وفقدان المبادرة لزخمها. لا تزال سياسة الرئيس ماكرون في الشرق الأوسط تثير التساؤلات بسبب غموضها.
واجهت المبادرة الدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط عقبات كبيرة. فقد تم إلغاء المؤتمر المزمع عقده هذا الأسبوع في نيويورك حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي كانت تنظمه باريس بالتعاون مع المملكة العربية السعودية. والسبب الرسمي المعلن هو صعوبات لوجستية نتجت عن تصاعد التوترات في المنطقة.
لكن المراقبين يشيرون إلى أن المبادرة نفسها كانت قد فقدت جوهرها تدريجياً على أرض الواقع. ففي ظل استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران، واستمرار جمود القضية الفلسطينية، تبدو آفاق عملية السلام بعيدة.
ومع ذلك، ورغم إلغاء المؤتمر، فإن سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الشرق الأوسط لا تزال تثير التساؤلات. فمنذ بداية التصعيد في المنطقة، يلتزم ماكرون بنهجه المميز المعروف بسياسة "في الوقت نفسه"، والذي يرى الكثيرون أنه يزيد من غموض موقفه ويخلق مشاكل في العلاقات، لا سيما مع إسرائيل.
لقد صرحت فرنسا بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، واصفة ذلك بأنه "واجب أخلاقي ومطلب سياسي". لكن هذا الاعتراف كان مشروطاً بعدة شروط، منها: الاعتراف المتبادل، إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، نزع سلاح حماس، وإصلاح السلطة الفلسطينية. هذا التوجه الذي يجمع بين التصريحات القوية والتحفظات العديدة يعكس الازدواجية العامة في السياسة الفرنسية بالمنطقة.
إلغاء المؤتمر، وإن كان مبرراً بالوضع الراهن، لا يساهم في توضيح الموقف الفرنسي أو حل المشاكل المستعصية في الشرق الأوسط. الدبلوماسية الغامضة لماكرون تظل محل تحليل ونقد.