
في كلمات قليلة
تستعد السياسية الفرنسية البارزة مارين لوبان لجولتها القضائية الثانية في محكمة الاستئناف بشأن قضية مساعدي البرلمان. الحكم النهائي المرتقب في عام 2026 سيكون حاسماً لتحديد ما إذا كان بإمكانها الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة.
تستعد مارين لوبان، زعيمة كتلة حزب «التجمع الوطني» في الجمعية الوطنية الفرنسية، بجدية لمحاكمتها الاستئنافية المرتقبة في قضية تتعلق بالاستخدام المزعوم غير المشروع لأموال البرلمان الأوروبي المخصصة لمساعدي البرلمانيين.
في الحكم الابتدائي، أدينت لوبان وحكم عليها بخمس سنوات من عدم الأهلية لشغل المناصب العامة. يمثل هذا الحكم عقبة كبرى في طريق طموحها للترشح للمرة الرابعة لرئاسة فرنسا. من المقرر أن تُعقد جلسة الاستئناف في النصف الأول من عام 2026، ويُتوقع صدور القرار بحلول صيف العام نفسه، أي قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة. إذا تم تأكيد الحكم، فلن تتمكن من الترشح.
وفقًا لمصادر مقربة من لوبان، فإنها بعد الحكم الأولي الذي أثار ردود فعل عاطفية قوية منها وانتقادات للنظام القضائي، أدركت الحاجة إلى تغيير تكتيكاتها والتعامل مع المحاكمة الثانية بشكل مختلف، وربما بتقليل مستوى الثقة المفرطة التي اتسمت بها سابقًا.
على عكس المحاكمة الأولى حيث كانت مارين لوبان قوية وحادة في مواجهة القضاة واعتمدت على دائرة ضيقة من المستشارين، فإن استراتيجيتها الآن مختلفة تمامًا. هي توسع بشكل كبير دائرة من تستشيرهم. تفيد التقارير بأن لوبان تلتقي بالعديد من الحقوقيين، أساتذة القانون، والمحامين، بمن فيهم خبراء من دول أوروبية أخرى وحتى بعض ذوي الميول اليسارية. يُقال إنها «تقبل الاستماع إلى أشخاص لم تكن تستمع إليهم قبل المحاكمة الأولى».
في خضم هذه التطورات، يدرس رفاق لوبان سيناريوهات مختلفة للمستقبل، حيث يجدون صعوبة في تصور الحزب بدونها. من بين الخيارات المطروحة احتمال خوض الحملة الانتخابية تحت الإقامة الجبرية مع سوار إلكتروني، في حال عدم تطبيق التنفيذ الفوري للحكم. كما يُناقش سيناريو حل البرلمان مبكرًا قبل المحاكمة، وفي هذه الحالة، سيتم اللجوء إلى المجلس الدستوري للطعن على التنفيذ الفوري للحكم، مما قد يسمح لها بالترشح حتى في حالة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.