
في كلمات قليلة
التوترات بين إسرائيل وإيران أدت إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً. يتوقع الخبراء أن التصعيد الكبير غير مرجح، وتأثير ذلك على أسعار الوقود في المضخات محدود حالياً، لكن الأسواق تظل حساسة للمخاطر.
انعكست التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران بشكل فوري ومباشر على أسواق الطاقة العالمية. بعد تبادل الضربات، شهد سعر خام برنت العالمي قفزة بنحو 10 دولارات للبرميل خلال ساعات قليلة. هذا الارتفاع السريع بدأ يظهر تأثيره على أسعار الوقود في محطات التعبئة، على الرغم من أن التأثير لا يزال محدوداً حتى الآن وفقاً للمحللين.
يشير خبراء السوق إلى أن أسواق النفط حساسة للغاية لأي تهديد يؤثر على الإمدادات العالمية، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط تشكل ما يقرب من 40% من إجمالي الإنتاج العالمي للنفط. والأهم من ذلك، أن الأسواق تتفاعل ليس فقط مع الحقائق المادية على الأرض، بل أيضاً وبشدة مع تصور المخاطر المحتملة. يقول المختصون إن مجرد احتمال حدوث تصعيد واسع النطاق يكفي لدفع الأسعار إلى الارتفاع.
ومع ذلك، يتفق الخبراء على أن القوى العالمية الرئيسية - مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، المملكة العربية السعودية، روسيا، والصين - لا ترغب في رؤية اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق قد يتسبب في نقص كبير ومستمر في إمدادات النفط وارتفاع دائم في الأسعار. حالياً، تتجه المصالح الاقتصادية العالمية نحو الحفاظ على استقرار العرض.
يبدو أن الاستهدافات المتبادلة بين الجانبين قد ركزت حتى الآن على البنى التحتية الثانوية للطاقة، مثل المصافي ومحطات معالجة الغاز، مع تجنب استهداف منشآت الإنتاج أو التصدير الرئيسية للنفط الخام. الهدف على ما يبدو هو قصر التأثير بشكل أساسي على الأسواق الداخلية (في إيران أو إسرائيل) دون الإخلال بالإمدادات العالمية. طالما أن الهجمات لا تستهدف محطات التصدير الرئيسية أو حقول النفط الكبرى، فإن تأثيرها على السوق العالمية يظل محصوراً.
مع ذلك، فإن الخطر الحقيقي يكمن في تصعيد قد يطال الإنتاج والتصدير بشكل مباشر، مما قد يؤدي إلى خروج ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً من السوق العالمي. لكن حتى في سيناريو كهذا، قد يكون ارتفاع الأسعار مؤقتاً. فلدى دول في تحالف أوبك+، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، طاقة إنتاجية احتياطية كبيرة (تصل إلى 4-5 ملايين برميل يومياً) يمكن استخدامها للتعويض على المدى القصير عن أي نقص محتمل من إيران.
في الختام، إن الارتفاعات الحالية في أسعار الوقود، التي تأثرت بالأحداث الجيوسياسية، محدودة ومن المحتمل أن تكون مؤقتة إذا لم يتدهور الوضع بشكل أكبر.