خطر يهدد الحريشيات في فرنسا: تدهور الغابات والسياحة يدفع بالكائنات الفريدة نحو الانقراض

خطر يهدد الحريشيات في فرنسا: تدهور الغابات والسياحة يدفع بالكائنات الفريدة نحو الانقراض

في كلمات قليلة

وفقاً للقائمة الحمراء الجديدة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، 20% من أنواع الحريشيات في فرنسا مهددة بالانقراض، بسبب تدهور الغابات والسياحة.


على الرغم من أن الحريشيات (Chilopoda) قد لا تبدو كائنات جذابة للكثيرين، إلا أنها تلعب دوراً بيئياً حيوياً للغاية. فهي منظمات أساسية للكائنات الدقيقة في التربة، مما يساهم في صحة الغابات والبيئات الطبيعية الأخرى. من الأمثلة على هذه اللافقاريات حريش البحر الأبيض المتوسط (Scolopendra cingulata).

كشفت أبحاث شاملة حديثة أجريت في جميع أنحاء فرنسا عن تنوع هذه اللافقاريات وتوزيعها، وقدمت تقييماً مقلقاً لحالة حفظها. ووفقاً للقائمة الحمراء الجديدة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) التي صدرت مؤخراً، فإن من بين 146 نوعاً من الحريشيات الموجودة في فرنسا، 20٪ منها مهددة بالانقراض، و7٪ أخرى قريبة من التهديد.

يحذر العلماء بشدة من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات فورية وفعالة للحفظ، فإن ربع أنواع الحريشيات في فرنسا قد تختفي ببساطة. ومما يزيد الوضع خطورة هو أن 20٪ من هذه الأنواع متوطنة في فرنسا القارية وجزيرة كورسيكا، أي أنها لا توجد في أي مكان آخر في العالم. وبالتالي، فإن انقراضها في فرنسا سيعني انقراضها التام من على وجه الأرض.

الحريشيات هي حيوانات لاحمة، وتتفاوت أعداد أرجلها بشكل كبير من 15 إلى 179 زوجاً حسب النوع، وهي مزودة بخطاطيف سمية للدفاع عن نفسها وصيد فرائسها. تعيش هذه الكائنات بشكل رئيسي في البيئات الرطبة مثل الغابات والكهوف وعلى الشواطئ. وتعود التهديدات الرئيسية لبقائها إلى تدهور النظم البيئية للغابات نتيجة للنشاط البشري والتأثير السلبي للسياحة غير المنظمة على موائلها الطبيعية.

تؤكد هذه الحالة على الحاجة الملحة لتعزيز جهود حفظ البيئة ليس فقط للأنواع الكبيرة أو المعروفة، ولكن أيضاً للكائنات الأقل بروزاً ولكنها ضرورية جداً للنظم البيئية مثل الحريشيات وغيرها من اللافقاريات (مثل ذباب الحجر "stoneflies" التي ذُكر أنها مهددة أيضاً). إن حماية تنوعها البيولوجي أمر أساسي للحفاظ على صحة الغابات والتربة، وهو ما يؤثر بدوره على كامل النظام البيئي.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.