
في كلمات قليلة
مدير حفلات أولمبياد باريس، توماس جولي، يشارك مشاعره حول الحدث الضخم، مؤكداً أنه لم يتعافَ تماماً من التجربة التي وصفها بأنها بصمة من الفرح والوحدة، وساهمت في تعزيز صورة فرنسا دولياً.
تحدث توماس جولي، المدير الفني لحفلات افتتاح واختتام الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس، عن تجربته في إخراج هذه الأحداث الضخمة وكيف ساهمت، برأيه، في استعادة فرنسا لصورتها كدولة جريئة ومبدعة على الساحة الدولية.
بعد مرور ما يقرب من عام على تنظيم هذه الفعاليات الكبرى، أقر جولي في مقابلة أنه لم يتعاف تماماً من التجربة بعد. تأمل في الإرث الذي تركته الاحتفالات الأربعة وكيف أثرت على صورة فرنسا.
قال توماس جولي: «لقد تركت شيئاً دائماً... بصمة من الفرح والوحدة والفخر». وأشار إلى أن الحفل الأول في 26 يوليو جاء بعد فترة من التوتر السياسي، وأن الخريف اللاحق شهد أنباء صعبة محلياً ودولياً. في هذا السياق، عملت الاحتفالات، والألعاب بشكل عام، كـ«فوانيس في ظلمة الحياة اليومية غير البسيطة». أكد جولي أن هذه اللحظات أصبحت ذكرى مشتركة للأمة بأكملها.
من وجهة نظره، فإن القدرة على جمع 25 مليون شخص في فرنسا لمتابعة حدث واحد في نفس الوقت، في عصر تتعدد فيه القنوات والعروض الإعلامية، تخلق بالتأكيد رابطاً قوياً.
بعد نجاح الاحتفالات، يتلقى توماس جولي دعوات للحديث عن تجربته في الخارج، بما في ذلك هونغ كونغ ولوس أنجلوس وأوستن وأثينا. يلاحظ في كل مكان ذهب إليه أن فرنسا، من خلال هذه الاحتفالات، استعادت نوعاً من جرأتها وإبداعها و«الروح الفرنسية»، مما يجعله سعيداً جداً.
أعرب جولي، وهو مخرج مسرحي بالأساس، عن سعادته بتكريم عمله بجوائز «فيكتوار دو لا موزيك» و«موليير»، والتي أهداها للفنون الحية. هو مقتنع بأن الفنون الحية أداة قوية للعيش المشترك وأداة للتحرر منذ العصور القديمة. في فرنسا، جعلتها السياسة الثقافية إحدى ركائز إعادة بناء البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
تأمل جولي في عامي التحضير للمشروع، وسلط الضوء بشكل خاص على تجربة مساء 26 يوليو. على الرغم من المطر، تمكن 20 ألف شخص من «إعادة التنسيق» مباشرة أمام ثلاثة مليارات مشاهد لتنفيذ 90% من خطة الحفل المعدة والمبرمة. وصف هذه «القوة الجماعية غير العادية» بأنها درس عظيم له، لم يشهده حتى في مشاريعه المسرحية العديدة.
ذكر جولي أن المؤرخ باتريك بوشرون، أحد المساهمين في كتابة سيناريوهات الاحتفالات، قال له بعد العرض الأخير: «لن نتعافى من هذا». رد توماس مازحاً بأن ذلك ربما لأنه غير معتاد على الطبيعة المؤقتة للفنون الحية التي تشكل جزءاً من حياته كمسرحي. ومع ذلك، أقر بأنه في بعض النواحي، كان بوشرون محقاً، وأنه هو نفسه لم يتعافَ تماماً من هذا الحدث الضخم.
كما تطرق جولي إلى موضوع التنمر الإلكتروني الذي تعرض له بسبب أحد مشاهد حفل الافتتاح. تمت محاكمة سبعة أشخاص، وحكم على أربعة منهم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر. يرى أن هذا الحكم مهم لأنه يؤكد أنه لا يمكن الإهانة أو التهديد بالقتل أو التمييز دون عقاب خلف الشاشة. وهذا مهم لإرسال رسالة للشباب الذين يقعون ضحايا للتنمر الإلكتروني.
في حديثه عن خططه المستقبلية، أشار توماس جولي إلى أن مهنته هي سرد القصص. سيعود بالتأكيد إلى المسرح، ولكنه يرغب أيضاً في استكشاف أشكال سردية أخرى ويقوم بتطوير مشاريع متنوعة لم يتم الانتهاء منها بعد.