إصلاح مهنة التمريض في فرنسا: توسيع الصلاحيات وتعزيز الرعاية

إصلاح مهنة التمريض في فرنسا: توسيع الصلاحيات وتعزيز الرعاية

في كلمات قليلة

يستعد البرلمان الفرنسي لإقرار قانون يوسع صلاحيات الممرضين. سيسمح لهم بإجراء الاستشارات، وصف مجموعة من الأدوية، وتطوير التخصصات، بهدف مكافحة نقص الأطباء وتحسين سهولة الوصول إلى الرعاية.


تستعد فرنسا لإقرار إصلاح كبير من شأنه أن يوسع بشكل كبير صلاحيات ومسؤوليات الممرضين والممرضات. بعد تبنيه بالإجماع من قبل الجمعية الوطنية في 10 يونيو، يتجه مشروع القانون الآن إلى مجلس الشيوخ للتصويت النهائي المتوقع هذا الخميس، 19 يونيو.

الهدف الرئيسي من الإصلاح هو تمكين الممرضين من تطوير مهاراتهم للمساهمة في سد النقص في الكوادر الطبية ومواجهة مشكلة "الصحاري الطبية"، وهي المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى الرعاية الصحية.

تجري المناقشات حول تغييرات في مهنة التمريض منذ يناير 2023. شهد المشروع بعض التأخير بسبب التغييرات السياسية، ولكنه عاد إلى الواجهة في الخريف الماضي من قبل رئيس الوزراء السابق ميشال بارنييه بهدف "تحسين عمل المستشفيات" والتصدي لنقص الكوادر.

يقترح القانون الجديد إعادة تعريف دور الممرضين في قانون الصحة العامة. ستشمل مهامهم بشكل واضح: تقديم وتقييم الرعاية التمريضية (الوقائية، العلاجية، التلطيفية، التأهيلية)؛ المساعدة في توجيه المرضى وتنسيق مساراتهم الصحية؛ المشاركة في الرعاية الأولية، الوقاية، الفحوصات، والتثقيف الصحي؛ المساهمة في تدريب الطلاب والزملاء؛ والمشاركة في الأبحاث، خاصة في علوم التمريض. كما سيتمكنون من المساعدة في مراجعة أدوية المرضى.

تتسع صلاحيات وصف الأدوية بشكل ملحوظ. إذا كان الممرضون منذ عام 2012 يمكنهم وصف بعض المستلزمات الطبية (الضمادات، اللوازم العظمية)، ومنذ عام 2016 بدائل النيكوتين وتجديد بعض الوصفات الطبية، ومنذ عام 2023 إعطاء اللقاحات الإلزامية بما في ذلك لقاحات كوفيد والإنفلونزا، فإن القانون الجديد سيسمح لهم بوصف أدوية أخرى، مثل ضمادات الجروح المزمنة. سيتم تحديد قائمة الأدوية والفحوصات المحددة بقرار وزاري بعد استشارة الهيئة العليا للصحة والأكاديمية الوطنية للطب.

ينص الإصلاح أيضًا على إمكانية استقبال الممرضين لمرضاهم في استشارات مدفوعة في الهياكل الصحية (المستشفيات، المؤسسات الطبية الاجتماعية، إلخ). في البداية، سيتم تجريب هذه الممارسة في خمسة مقاطعات لمدة ثلاث سنوات، وسيتم تحديد شروطها لاحقًا بمرسوم. سيتم تعويض هذه الاستشارات من قبل نظام التأمين الصحي. وفقًا لتيري أمورو، المتحدث باسم النقابة الوطنية للممرضين المحترفين (SNPI)، فإن هذا سيساعد في تقليل الضغط على الأطباء وتقصير فترات الانتظار.

يعمل حاليًا في فرنسا 700 ألف ممرض، منهم 140 ألفًا في القطاع الخاص، في حين يبلغ إجمالي عدد الأطباء حوالي 230 ألفًا. من المتوقع أن يؤدي توسيع الصلاحيات والمسؤوليات إلى زيادة في أجور الممرضين. ينص القانون على أن إقراره يجب أن يؤدي إلى بدء مفاوضات حول الأجور، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة المهنة.

سيتم تطوير وضع الممرضين ذوي الممارسة المتقدمة (IPA)، الذين يمتلكون بالفعل مهارات أوسع مقارنة بالممرضين التقليديين (إجراء الفحوصات السريرية، وصف بعض الأدوية). سيتمكنون من العمل في خدمات حماية الأم والطفل، الصحة المدرسية، المساعدة الاجتماعية للأطفال، ومؤسسات رعاية الأطفال الصغار. سيتمكن الممرضون المتخصصون (تخدير، غرفة عمليات، رعاية أطفال) من الجمع بين تخصصهم والممارسة المتقدمة. كما سيتم الاعتراف بوضع الممرض المدرسي والجامعي كتخصص تمريض مستقل، وكذلك وضع الممرض المنسق في دور المسنين (Ehpad).

هذه التغييرات طال انتظارها من قبل المهنيين. تهدف إلى زيادة جاذبية المهنة التي، على الرغم من ارتفاع الطلب على برامج التدريب، تواجه تسربًا للكوادر وعددًا كبيرًا من الخريجين لا يمارسون المهنة.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.