إيران تعلن استخدام صاروخ "فتاح-1" فرط صوتي ضد إسرائيل: ما هو هذا السلاح؟

إيران تعلن استخدام صاروخ "فتاح-1" فرط صوتي ضد إسرائيل: ما هو هذا السلاح؟

في كلمات قليلة

أعلن الحرس الثوري الإيراني استخدامه صواريخ "فتاح-1" الباليستية الفرط صوتية ضد إسرائيل خلال "عملية الوعد الصادق". هذا الصاروخ، الذي كُشف عنه في عام 2023، يتميز بسرعة هائلة وقدرة على المناورة، ويُزعم أنه قادر على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي.


أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدامه صواريخ باليستية فرط صوتية من طراز "فتاح-1" خلال الهجمات الأخيرة على إسرائيل. جاء هذا الإعلان في اليوم الخامس من المواجهة المستمرة بين الجانبين.

وفقاً للتلفزيون الإيراني الرسمي، نفذ الحرس الثوري "الموجة الحادية عشرة من عملية 'الوعد الصادق 3' الفخرية" باستخدام صواريخ "فتاح-1". وذكر البيان أن طهران "حققت سيطرة كاملة على سماء الأراضي المحتلة". كانت هذه الصواريخ قد استخدمت لأول مرة في أكتوبر 2024، ضمن وابل من 180 صاروخاً أطلق على إسرائيل.

تم الكشف عن "فتاح-1" (الذي يعني "المنتصر" باللغة الفارسية) رسمياً في عام 2023، وهو أحدث سلاح يضاف إلى الترسانة الباليستية الإيرانية. وحسب التصريحات الإيرانية، يمكن للصاروخ قطع مسافة تزيد عن 1400 كيلومتر، والوصول إلى سرعة تتراوح بين ماخ 13 وماخ 15 (بين 16,000 و18,500 كيلومتر في الساعة)، ويُزعم أنه قادر على تجاوز "جميع أنظمة الدفاع الصاروخي".

يختلف الصاروخ الباليستي عن صاروخ كروز في مساره. بينما يتحرك صاروخ كروز على ارتفاع منخفض نسبياً ويدفع نفسه باستمرار، فإن الصاروخ الباليستي يتبع مساراً يتأثر بشكل أساسي بالجاذبية بعد مرحلة الإطلاق الأولية. يصعد إلى ارتفاعات عالية جداً، متجاوزاً الغلاف الجوي ليصل إلى الفضاء، حيث لا يخضع لاحتكاك الهواء ويتبعه مسار إهليلجي شبه باليستي. عند العودة إلى الغلاف الجوي، يستعيد سرعة كبيرة بفعل الجاذبية، ويظل قادراً على المناورة في المراحل الأخيرة.

العديد من الصواريخ الباليستية، وخاصة العابرة للقارات، قادرة منذ فترة طويلة على تجاوز سرعة ماخ 5، أي أنها فرط صوتية. ومع ذلك، فإن مساراتها التقليدية كانت قابلة للتنبؤ نسبياً، مما يجعلها عرضة لأنظمة الدفاع الصاروخي الحديثة. لذلك، تسعى الجيوش لتطوير صواريخ باليستية "مناورة" يمكنها تغيير مسارها، خاصة عند العودة إلى الغلاف الجوي، لتجنب الاعتراض.

تفتخر إيران بقدرة صاروخها الجديد "فتاح" على المناورة ليس فقط داخل الغلاف الجوي ولكن أيضاً خلال مرحلته في الفضاء، وفقاً لتصريحات مسؤولين إيرانيين. هذا يجعله هدفاً أكثر صعوبة لأنظمة الدفاع.

أصبحت الصواريخ الباليستية، ذات التصميم الذي يمكن أن يكون بسيطاً نسبياً، أداة مفضلة للقوى التي لا تمتلك قوة جوية كبيرة لضرب أهداف بعيدة المدى، مثل إيران. وهي أيضاً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأسلحة النووية كأحد وسائل حملها الرئيسية. على الرغم من أن إيران لا تزال حتى الآن تحت العتبة النووية، فإن برنامجها الباليستي المتقدم كان دائماً مصدر قلق كبير لإسرائيل.

تمتلك إسرائيل نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات، يشمل أنظمة "آرو" (Arrow) المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، وقد تم اختبار هذه الأنظمة بشكل مكثف مؤخراً. خلال الهجوم الإيراني السابق في أكتوبر 2024، والذي شهد الاستخدام الأول المزعوم لـ "فتاح"، زعم الحرس الثوري أن "90% من الصواريخ" أصابت أهدافها (وهو ما كان مبالغاً فيه على الأرجح)، بينما أعلنت إسرائيل عن اعتراض "معظم" الصواريخ، معترفة بـ "بعض الإصابات في وسط وجنوب البلاد".

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.