قمة مجموعة السبع تشهد "سيركاً دبلوماسياً" ومغادرة مبكرة لترامب وخلافاً مع ماكرون

قمة مجموعة السبع تشهد "سيركاً دبلوماسياً" ومغادرة مبكرة لترامب وخلافاً مع ماكرون

في كلمات قليلة

تميزت قمة مجموعة السبع في كندا بالتوترات والخلافات، حيث طغى سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها. مغادرته المبكرة وخلافاته مع الحلفاء وموقفه من بيان أوكرانيا أثارت الجدل، ووصف القادة الأجواء بـ"السيرك الدبلوماسي".


اختتمت قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى (G7)، التي استضافتها كندا، وسط أجواء متوترة وخلافات واضحة بين القادة. طغت سلوكيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فعاليات القمة، حيث وصفت تصرفاته، بما في ذلك مغادرته المبكرة، وتصريحاته القوية، وخلافاته مع حلفائه، بأنها أشبه بـ"سيرك دبلوماسي".

كانت القمة التي انعقدت في كاناناسكيس بكندا تناقش قضايا دولية بالغة الأهمية، مثل التوترات بين إسرائيل وإيران، والحرب في أوكرانيا، والتعريفات الجمركية الأمريكية. إلا أن هذه القضايا تراجعت في الأهمية أمام سلوك الرئيس الأمريكي الذي وُصف بأنه غير مبالٍ، بل وعدواني أحياناً، تجاه حلفائه.

تصدر دونالد ترامب المشهد، وجعل من نفسه محور الأحداث، مهمشاً بذلك دور نظرائه من القادة الآخرين. وتشير التقارير إلى أنه يعتزم التعامل مع ملف إيران بشكل فردي دون التشاور مع حلفائه. كما قاوم إصدار بيان قوي بشأن أوكرانيا يدين روسيا.

وازداد الوضع تعقيداً بسبب تغيير ترامب لمواقفه بشكل مستمر، ثم اتهامه لمن "فهموه خطأ". في تعليق على ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لست مسؤولاً عن التغييرات في الإدارة الأمريكية. وهذا أمر جيد، لأن الرئيس الفرنسي يتحدث باسم فرنسا. إذا كان هناك قادة يغيرون رأيهم، فعليهم هم تحمل مسؤولية هذه التغييرات، وليس عليّ التعليق عليها".

على الرغم من النتائج المخيبة للآمال في بعض الملفات، إلا أن قمة مجموعة السبع هذه تمثل نقطة تحول واضحة. فقد لاحظ المراقبون مستوى غير مسبوق من أزمة التعددية وضعف الخطاب الدبلوماسي.

كانت أجواء القمة مختلفة تماماً عن قمة مجموعة السبع السابقة في كندا عام 2018، التي اشتهرت بصورة ترامب المنعزل أمام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحاطة بالقادة الآخرين. بعد سبع سنوات، وجد زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمير نفسه يتلقى بصبر مزحة ترامب المهينة حول "حماية البريطانيين"، والتي بررها الرئيس الأمريكي ببساطة بحبه لهم.

وهكذا، أظهرت قمة مجموعة السبع الأخيرة كيف أن العلاقة بين "القوي والضعيف" تحل محل مبدأ التعددية، وكيف أن غموض تصريحات دونالد ترامب يقلل من قيمة الكلمة الدبلوماسية. يبدو أن "السيرك الدبلوماسي" سيواصل جولاته، حيث ستكون المحطة التالية قمة الناتو في هولندا، والتي من المتوقع أن يحضرها الرئيس الأمريكي أيضاً.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.