البرازيل قلقة من تصاعد الخطاب الذكوري وتزامنه مع ارتفاع العنف ضد المرأة

تشعر السلطات في البرازيل بقلق متزايد إزاء انتشار الخطاب الذكوري على وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما وأن هذا التنامي يتزامن مع ارتفاع مقلق في معدلات العنف ضد المرأة.

تدعو وزارة شؤون المرأة البرازيلية بقوة إلى تنظيم منصات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى "انفجار" في حجم المحتوى الذكوري بين عامي 2021 و2024. وتؤكد الوزيرة سيدا غونسالفيس أن التنظيم ضروري، حيث ترى أن هناك علاقة واضحة بين تكاثر المجموعات ذات الأفكار الذكورية والكراهية للمرأة عبر الإنترنت وزيادة العنف في الواقع.

وكشفت دراسة أجرتها الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو عن وجود مئات الآلاف من مقاطع الفيديو ذات المحتوى الذكوري على يوتيوب، والتي حصدت ما يقرب من 4 مليارات مشاهدة. وأشارت الدراسة إلى أن 88% من هذا المحتوى تم نشره خلال الفترة المذكورة (2021-2024).

لاحظ الباحثون أن صانعي هذا المحتوى يتمتعون بإنتاج احترافي ويستخدمون معدات متطورة، بالإضافة إلى تحقيق أرباح كبيرة من خلال الإعلانات والدورات التدريبية وجمع التبرعات. لقد وجدوا مجالاً مربحاً يستغلون فيه قضايا "الذكورية الهشة" والشكوك التي قد يواجهها الرجال بشأن رجولتهم.

على الرغم من إدعاءات يوتيوب بوجود آليات لمكافحة المحتوى الذي يحرض على الكراهية ضد المرأة، يستخدم أصحاب الخطاب الذكوري مصطلحات وعبارات محددة للتحايل على قواعد المنصة.

بينما لا تستطيع الدراسة إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين المحتوى الرقمي وزيادة العنف الفعلي بشكل علمي قاطع حتى الآن، إلا أن الباحثين لا يستبعدون هذا التأثير. والأكثر إثارة للقلق هو تحديد قنوات تقدم نصائح حول كيفية تجنب العقاب بموجب قوانين العنف المنزلي أو كيفية التهرب من دفع نفقة الأطفال، مما يشير إلى محاولات واضحة لتقويض الأنظمة القانونية التي تحمي النساء.

تصر الوزيرة غونسالفيس على وجود ترابط قوي: "إذا قارنا فترة زيادة العنف ضد المرأة مع فترة تكاثر المجموعات الذكورية، لا يمكننا إلا أن نلاحظ أن شيئاً يؤثر في الآخر". لا يزال ملف تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي عالقاً في الكونغرس البرازيلي، لكن من المتوقع أن يصدر قرار من المحكمة العليا بشأن هذا الموضوع قريباً.