
في كلمات قليلة
ردت الساخرة الفرنسية صوفيا أرام على انتقادات واسعة من صحفيين بشأن عمودها الساخر عن "أسطول الحرية" نحو غزة. استخدمت أسلوبها التهكمي للرد على اتهامات بالخفة والعنصرية، موضحةً نيتها في فضح السخرية المزعومة وراء المبادرة.
ردت الكاتبة الساخرة والفكاهية الفرنسية الشهيرة صوفيا أرام بأسلوبها اللاذع على الانتقادات التي وجهتها إليها نقابة الصحفيين في إحدى الصحف الفرنسية اليومية. جاءت هذه الانتقادات على خلفية عمودها الأخير الذي تناول مبادرة "أسطول الحرية"، وهي رحلة بحرية قام بها 12 ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين على متن قارب شراعي نحو غزة. وقد شارك في هذه المبادرة نائبة أوروبية عن حزب "فرنسا الأبية" والناشطة البيئية غريتا تونبرغ.
أثار العمود رد فعل قوياً بين صحفيي الجريدة، حيث أعربت نقابة الصحفيين رسمياً عن "فك ارتباطها" بالعمود، مشيرةً إلى أنه "يتناول مأساة غزة بخفة تثير التساؤلات" وأنه "يتجاوز خطاً أحمر واحداً على الأقل". ومع ذلك، أقروا بأن الكاتبة "من حقها بالطبع التعبير علناً عن اختلافها وغضبها بشأن هذه العملية".
وفي ردها على هذه الانتقادات، نشرت صوفيا أرام رسالة بدأتها بعبارة ساخرة: "اعتذار موجه إلى جميع 'المزعوجين الدائمين'". وتناولت أول اتهام وُجه إليها وهو العنصرية المزعومة تجاه الناشطة السويدية. قالت أرام، مدركةً أن "العنصرية ضد السويديين، مثل أي شكل آخر من أشكال العنصرية، لا مكان لها في أعمدة الصحيفة"، إنها تتقدم بـ"أعمق اعتذاراتها لكل السويديين الذين ربما شعروا بالإهانة من كلماتي". وأضافت بأسلوب تهكمي: "لا ينبغي لأي سويدي أن يتعرض لعنف الربط بينه وبين خبز Krisprolls، تماماً كما لا ينبغي لأي فرنسي أن يعاني من الربط مجدداً بينه وبين خبز الباغيت، ولا أي مغربي مع الطاجين، ولا أي إسباني مع الباييلا. لن يحدث ذلك مرة أخرى! أقول كفى!"
واستمرت الساخرة في المزاح، مستهدفةً علامة تجارية شهيرة للأثاث السويدي. قالت: "وإذا كنتُ قد شعرتُ بالغضب من قبل أثناء قراءة تعليمات تركيب أثاث إيكيا، فأقسم أنني، بخلاف هذا العمود المؤسف، لم أقلل أبداً من احترام الشعب السويدي الذي أكن له أعمق التقدير". وأكملت دفاعها الساخر قائلة: "أتخيل أن شرحي بأن لديَّ خبز Krisprolls في سلة خبزي لن يحسّن موقفي. لذا، ولإقناعكم بحسن نيتي، أعلن أنني سأبدأ مساراً شخصياً للتوعية بمكافحة 'رهاب الاسكندنافيين' لكي أدرك تماماً مدى الإهانة التي يسببها هذا الشكل من العنصرية المنهجية للسويديين. لا تترددوا في إبلاغي إذا سمعتم عن دورة تدريبية في هذا الشأن".
بخصوص الاتهام بـ"الخفة" في تناول مأساة غزة، قالت صوفيا أرام إنها "تلتمس سوء الفهم". وأوضحت أن نيتها في هذا العمود كانت "فضح السخرية التي أظهرها 'أسطول' مكون من عدد قليل من المؤثرين وممول من شخص مقرب من حماس، وتظاهر بتقديم علبة 'وازا' (هل يُسمح لي بذكر هذا؟)، وبقايا الكينوا، وعلبة فوط صحية في الوقت الذي يمر فيه الغزيون بمأساة مروعة". واتفقت مع نقابة الصحفيين في نقطة واحدة: "أتفق أيضاً على أننا لا نتحدث أبداً بما يكفي عن غزة، ولا عن كل المآسي الأخرى التي نتحدث عنها أقل من ذلك بكثير، دون أن يحرك ذلك ساكنًا". وذكرت دارفور والسودان واليمن والإيغور وغيرها. واختتمت بتعليق لاذع أخير: "ملاحظة أخيرة: لا تترددوا في إخباري إذا كان طلبي للانضمام إلى حزب 'فرنسا الأبية' سيساعد على تهدئة هذه المجموعة الهائجة".