
في كلمات قليلة
اختير ضابط الجمارك ميخائيل من بوردو ليقود كتيبة الجمارك في العرض العسكري ليوم 14 يوليو في باريس، ليكون بذلك أول شخص من بوردو يحظى بهذا الشرف. يؤكد هذا الاختيار على أهمية عمل الجمارك في حماية الأمن القومي الفرنسي.
اختير ميخائيل، رئيس قسم الجمارك في بوردو-ميرينياك، لقيادة الكتيبة الحادية عشرة للجمارك خلال العرض العسكري ليوم 14 يوليو 2025 على الشانزليزيه. وهو أول شخص من مدينة بوردو يتولى هذا المنصب الشرفي.
يقول ميخائيل، الذي يفضل عادة الابتعاد عن الأضواء: «إنه لشرف عظيم بالتأكيد. أما مكافأة، فلا أعلم؛ لأنها تتطلب المزيد من العمل». تم ترشيحه واختياره من قبل رؤسائه لقيادة الكتيبة في العرض القادم، ليصبح بذلك أول شخص من بوردو يحصل على هذا التكريم. ومع ذلك، لا يظهر الضابط أي غرور بهذا الامتياز. في عينيه يلمع ببساطة نور الواجب. يقول: «يجب أن يكون كل شيء مثالياً، وأن ترتفع الأذرع بنفس الارتفاع، وأن تتحرك الكتيبة كوحدة واحدة بتناغم. أنا لا شيء بذاتي، لكنني سأمثل الإدارة، لذلك يجب أن أقدم أفضل أداء ممكن». ويضيف أنه بدأ مسيرته في المؤسسة من أدنى السلم الوظيفي كعميل مراقبة.
رغم تواضعه، يستعد ميخائيل لتسجيل اسمه واسم مدينة بوردو في تاريخ عرض 14 يوليو، وهو على رأس الكتيبة الحادية عشرة للجمارك. بعد ظهور موجز على الشانزليزيه عام 1919 بمناسبة احتفالات النصر، غابت الجمارك عن العرض لفترة طويلة جداً. يوضح ميخائيل: «تم تكريم الجمارك آنذاك لأنها تتمركز على الحدود، مما استلزم تعبئة كبيرة وخسائر فادحة خلال الحرب العالمية الأولى. ثم لم تتم دعوتها مرة أخرى للمشاركة في العرض حتى عام 2016. إن هجمات 2015 التي عشناها جميعاً هي التي دفعت السياسيين لإدراك أهمية إدارتنا في توفير الأمن». وبالفعل، في فرنسا حيث تسود حرية تبادل السلع والأشخاص بفضل منطقة شنغن، «الحاجة إلى الرقابة أصبحت أقوى»، كما يؤكد الضابط.
«الجمارك في الخط الأمامي ضد المهربين»
رغم أنها غير معروفة بشكل واسع، إلا أن إدارة الجمارك دائماً في الخط الأمامي لحماية الأراضي الوطنية. يصف ميخائيل: «إنها في قلب المشكلات الدولية على عكس قوات الأمن الداخلي التي تتعامل مع الحياة اليومية للمواطنين». وهكذا، يمكن لعميل الجمارك الكشف عن شبكات تجارة المخدرات، أو إيقاف السلع الملوثة في حالة الأزمات الصحية، أو حتى ضمان احترام القرارات السياسية المتعلقة بالحصارات.
بينما يرفض ميخائيل مشاركة الأسرار التي جعلت «حاسة الشم» لعميل الجمارك أسطورية، فإنه يتحدث بحرية عن الضبطية المذهلة التي قام بها جمركيون أركاشون في ديسمبر 2022. فقد تمت مصادرة أكثر من نصف طن من الكوكايين النقي خلال عملية مراقبة، دون أي معلومات استخباراتية أخرى سوى تحليل حركة المرور من قبل العملاء المتمركزين على الطريق. يتذكر الضابط الأربعيني بحماس مقيد: «كان الأمر مدهشاً لأنه في البداية لم نجد سوى 10 كيلوغرامات من الكوكايين بفضل عمل الكلب. ثم، عند تفكيك الشاحنة، كنا نستخرج حاويات بوزن 20 كيلوغراماً. شعرنا أننا كنا مفيدين حقاً». الذكرى الأخرى البارزة في مسيرته المهنية أكثر دقة، وتعود إلى عام 2007، عندما سمح له فحص 5 حقائب ذات قاع مزدوج في مطار رواسي شارل ديغول باكتشاف 20 كيلوغراماً من الكوكايين. كانت الحقائب تخص عائلة مع طفلين صغيرين. يتذكر ميخائيل: «تم وضع الوالدين قيد الاحتجاز. تأثرت بشكل خاص بتسليم الأطفال، الذين لم يتحدثوا كلمة واحدة بالفرنسية، إلى الخدمات الاجتماعية». قبل أن يلاحظ: «هناك الجريمة التي يقوم بها أشخاص قساة، ولكن هناك أيضاً المهربون الذين يعملون في سياق صعب بالنسبة لهم وليس دائماً بناءً على ’خيارات حقيقية‘».
«إنسانية»
هذه النظرة المليئة بالإنسانية هي التي قادته ليتم اختياره لقيادة هذه الكتيبة الحادية عشرة للجمارك في 14 يوليو. يقول رئيسه المباشر ستيفان ماج، المدير الإقليمي للجمارك في بوردو: «ميخائيل جمركي مخلص وفعال، يعرف كيف يتخذ قرارات صعبة ويتصور أفضل الحلول. لا يتردد أبداً في الاقتراب من زملائه في الميدان. يعرف كيف يتحدث معهم ويستمع إليهم. إنه يلهم الاحترام». ويضيف المدير الأعلى للجمارك: «قيادة كتيبة الجمارك في العرض شرف كبير، وميخائيل نموذج يحتذى به. ينتظره مستقبل واعد داخل الإدارة، حتى لو خجل من هذه الإشادات».
بدون أي تعجرف، يستعد ميخائيل لبذل قصارى جهده بتصميم كبير، لأنه سيكون وحيداً في تحديد وتيرة 50 جمركياً من جميع أنحاء فرنسا الذين سيتبعونه. يقول ببساطة: «كبقائد، يجب أن أحاول قيادة الكتيبة التي تتبعني بالقدوة». زوجته، وهي أيضاً جمركية، هي واحدة من القلائل في محيطه الذين يدركون حجم الاعتراف الذي حظي به. أما طفلاهما، البالغان 7 و9 سنوات، فيشعران بالسعادة أكثر لمجرد «رؤية أبي على التلفزيون». يتبقى لرئيس الكتيبة الحادية عشرة للجمارك شهر واحد من التحضير قبل أن يجسد الشعار الأصلي لإدارته: «شرف وتفانٍ».