عنف الشباب في فرنسا: هل الحل في حظر الهواتف أم في مسؤولية الأهل؟

عنف الشباب في فرنسا: هل الحل في حظر الهواتف أم في مسؤولية الأهل؟

في كلمات قليلة

ينتقد الخبراء في فرنسا السياسيين بسبب اقتراحاتهم غير الفعالة لمكافحة عنف الشباب، مثل حظر الهواتف الذكية. يرون أن الدور الرئيسي في حل المشكلة يقع على عاتق مسؤولية الوالدين وليس على الحظر السطحي.


في أعقاب الأحداث المأساوية الأخيرة المتعلقة بعنف الشباب في فرنسا، يتزايد النقاش العام وبين الخبراء حول مدى فعالية الإجراءات التي يقترحها السياسيون لمواجهة هذه الظاهرة. يتصدر هذا النقاش قضية وصول المراهقين إلى التكنولوجيا الحديثة، وتحديداً الهواتف الذكية، والدور الذي يجب أن يلعبه الأهل.

يرى العديد من المراقبين أن بعض الحلول السياسية المقترحة على عجل تبدو منفصلة عن الواقع. فمثلاً، مبادرة بعض النواب لحظر بيع الهواتف الذكية لمن هم دون 15 عاماً تواجه انتقادات شديدة. ويتمثل المنطق وراء هذا النقد في أن التحكم في وصول المراهقين للهواتف في هذا العمر يقع بنسبة 100% على عاتق الأهل، بغض النظر عن القوانين. هذا الحظر لن يحل مشكلة الرقابة ولكنه سيخلق مجرد وهم بالتحرك.

بشكل مماثل، تبدو الدعوات لمكافحة سهولة الحصول على السكاكين ساذجة، حيث يمكن العثور على سكين في أي مطبخ. يكمن جوهر المشكلة، بحسب منتقدي هذه الإجراءات، في قضايا أعمق بكثير تتعلق بالتربية، الرقابة الأسرية، والمسؤولية، وليس بمجرد توفر أداة معينة.

يتجه محور النقاش نحو أهمية دور الأسرة ومسؤولية الوالدين. فهم من يحددون في المقام الأول متى وكيف يحصل المراهق على الهاتف الذكي، والمحتوى الذي يمكنه الوصول إليه، والوقت الذي يقضيه على الإنترنت. إن إلقاء اللوم على التكنولوجيا أو الأدوات المتاحة بسهولة يصرف الانتباه عن الحاجة إلى عمل منهجي مع مؤسسة الأسرة ومعالجة المشاكل الاجتماعية الأكثر عمقاً.

يؤكد الخبراء أن الحظر السطحي ليس كافياً لوقف تصاعد عنف الشباب. المطلوب هو مقاربة شاملة تتضمن تعزيز مسؤولية الوالدين، تحسين أداء المؤسسات التعليمية، ومعالجة قضايا عدم التكيف الاجتماعي. المسألة ليست في كيفية حظر الوصول إلى الأدوات، بل في كيفية تعليم استخدامها بمسؤولية وغرس احترام الحياة والنظام العام.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.