
في كلمات قليلة
أثار قرار بعض رؤساء البلديات الفرنسيين رفع علم فلسطين على مباني البلديات جدلاً واسعاً وخلافاً مع السلطات المركزية. هذا العمل الذي وصف بأنه دعم لغزة أصبح سبباً لـ"حرب رؤساء البلديات" وتساؤلات حول الدوافع السياسية ومبادئ الجمهورية.
أثار قرار بعض رؤساء البلديات في فرنسا رفع علم فلسطين على واجهات مباني البلديات تضامناً مع غزة جدلاً واسعاً ومواجهة حادة. هذا العمل الرمزي، الذي قام به عدد من المسؤولين المحليين، أصبح سبباً لخلاف مع السلطات المركزية، مثيراً تساؤلات حول الدوافع السياسية الحزبية ومبادئ الجمهورية الفرنسية.
يأتي هذا الموقف المتناقض مع ردود الفعل التي شهدها رفع أعلام أخرى في السابق. فمثلاً، بعد 24 فبراير 2022، تم رفع الأعلام الأوكرانية على واجهات العديد من البلديات الفرنسية وحظي هذا الدعم الرمزي بقبول واسع وشبه إجماع في جميع أنحاء فرنسا. وبالمثل، عندما يتم رفع علم التبت "دعماً للشعب التبتي في نضاله من أجل الحرية وحقوق الإنسان" أو علم مجتمع الميم (LGBTQ+)، غالباً ما يكون هناك نوع من الوحدة، حتى لو كان ظاهرياً.
في هذا السياق، يمكن فهم الأسباب التي دفعت محافظ منطقة سين-سان-دني إلى مطالبة رئيس بلدية سانت دنيس، ماثيو هانوتان، بإزالة علم فلسطين الذي رفعه في 13 يونيو الماضي بحضور حلا أبو حصيرة، سفيرة فلسطين في فرنسا. فهل تُعتبر بعض القضايا أكثر عدالة من غيرها؟ الجواب واضح: يتعلق الأمر بالسوابق القضائية الجمهورية والمبادئ التي تحكم استخدام الرموز الرسمية والمباني العامة.
ينتقد المعارضون لهذا الإجراء من قبل رؤساء البلديات، ويصفونه بأنه مناورات سياسية محسوبة تستهدف استرضاء شرائح معينة من الناخبين. ويقولون إن استخدام مباني البلديات للتعبير عن الدعم لطرف في صراع دولي طويل الأمد يتعارض مع مبدأ الحياد والوحدة الذي من المفترض أن تجسده المؤسسات الجمهورية.
يثير النقاش حول علم فلسطين سؤالاً أوسع: هل يُنظر إلى بعض القضايا العالمية على أنها "أكثر حقاً" أو تستحق الدعم الرسمي من غيرها؟ بينما يتحدث مؤيدو رفع العلم عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، يشير المعارضون إلى ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصارم وتجنب الأعمال التي يمكن اعتبارها تدخلاً في السياسة الخارجية أو دعماً لطرف على حساب آخر في الصراع.
ويربط بعض المعلقين والسياسيين المحافظين، بما في ذلك رئيس بلدية شالون سور ساون، انتشار علم فلسطين في فرنسا باتجاهات اجتماعية أوسع، محذرين من "أسلمة مقلقة" وتأثير قوى خارجية، مثل إيران، على النقاشات الداخلية الفرنسية. وهكذا، لم يعد علم فلسطين المرفوع مجرد رمز للدعم، بل أصبح محفزاً للخلافات السياسية الداخلية و"حرب رؤساء البلديات" في فرنسا.