في كلمات قليلة
تسببت ظاهرة جوية نادرة تُعرف باسم "كتلة الأوميغا" في موجة حر شديدة ومستقرة في فرنسا. تؤدي هذه الظاهرة إلى حبس الهواء الساخن ويمكن أن تنتهي بعواصف رعدية قوية.
تستعد فرنسا لمواجهة فترة من الحر الشديد، حيث تشير التوقعات إلى شمس حارقة ودرجات حرارة مرتفعة في جميع أنحاء البلاد خلال الأيام القادمة. يعود سبب هذه الظروف الجوية غير المعتادة إلى ظاهرة جوية نادرة تُعرف باسم "كتلة الأوميغا" (Blocage en Omega).
وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية، فإن "كتلة الأوميغا" هي تشكيلة جوية خاصة تُعطّل الحركة الطبيعية للكتل الهوائية. سُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى الشكل الذي يتخذه التيار النفاث (jet stream) – وهو تيار قوي من الهواء على ارتفاعات عالية يوجّه العواصف والمناطق الجوية عالية الضغط – حيث يشبه الحرف اليوناني أوميغا (Ω) أو حدوة الحصان.
تكمن فكرة الظاهرة في أن التموجات القوية في التيار النفاث تخلق التواءً مستقرًا "يحبس" منطقة ضغط جوي عالٍ (مرتفع جوي) بين منطقتين من الضغط الجوي المنخفض (منخفضين جويين). في هذه الحالة، تظل مناطق الضغط المنخفض ثابتة في مكانها (فوق المحيط الأطلسي وشرق أوروبا)، ويبقى المرتفع الجوي محاصرًا في المركز، مما يؤدي إلى طقس هادئ ومستقر بدون اضطرابات فوق فرنسا.
يشرح خبراء الأرصاد أن هذا "الإغلاق الجوي" يجعل الوضع الجوي شبه ثابت. خلال فترة الصيف أو ما قبله، تكون النتيجة هي استمرار قبة من الحرارة، مع ركود كتل هوائية ساخنة قادمة من إفريقيا. تُعدّ موجة الحر التي ضربت فرنسا عام 2003 مثالًا بارزًا على تأثير هذه الظاهرة.
لا يزال مصير هذه الحالة غير مؤكد، ولكن من المحتمل عودة "قطرة باردة" – وهي جيب من الهواء البارد على ارتفاع عالٍ – مما يزيد من خطر حدوث عواصف رعدية قوية يومي الأحد أو الاثنين القادمين. تستمر درجات الحرارة في الارتفاع في جميع أنحاء البلاد، خاصة جنوب نهر اللوار. أما شمال نهر اللوار، فستعمل رياح شرقية خفيفة على تلطيف الحرارة الشديدة قليلًا.
تستمر درجات الحرارة في الارتفاع على مدار الأيام، وقد تدخل بعض المقاطعات حالة التأهب القصوى لموجة الحر. تُشير التوقعات الجوية للمدى الطويل (يونيو ويوليو وأغسطس) إلى أن درجات الحرارة ستكون أعلى من المعدلات الموسمية في جميع أنحاء فرنسا.
