
في كلمات قليلة
وزيرة فرنسية تدافع عن ضرورة تطبيق التحقق الإلزامي من العمر على وسائل التواصل الاجتماعي. يأتي هذا في إطار جهود حكومة فرنسا لحماية الأطفال والمراهقين من المخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط لهذه المنصات.
تدافع وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة بالتحول الرقمي، كلارا تشاباز، بشدة عن تطبيق التحقق الإلزامي من عمر المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي. خلال جلسة استماع أمام لجنة تحقيق برلمانية حول تأثيرات تطبيق تيك توك على القاصرين، أكدت أن الهدف ليس الحظر، بل الحماية، وليس العقاب، بل تحميل المسؤولية للمنصات.
تشاباز أشارت إلى العواقب الوخيمة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على النمو المعرفي والعاطفي للمراهقين، مقدرة أن تكلفتها المستقبلية على الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي قد تصل إلى نقطة أو نقطتين. هذه المسألة حيوية لشبابنا، خاصة وأنهم يقضون أكثر من أربع ساعات يومياً على هذه المنصات.
وقدمت الوزيرة أرقاماً مقلقة، منها أن طفلاً واحداً من كل خمسة يستيقظ ليلاً لتصفح وسائل التواصل، وطفلاً واحداً من كل أربعة يعاني من التوتر المرتبط بهذه المنصات. هذه النتائج تبعث على القلق بشكل خاص، حيث أن التعرض المبكر للشاشات، لا سيما بين الأطفال من 8 إلى 15 عاماً، يؤدي إلى "تدهور واضح في الصحة النفسية، اضطرابات النوم والأكل، بالإضافة إلى الانغلاق في فقاعات الخوارزميات".
للتصدي لهذه الظاهرة، التزمت الحكومة الفرنسية بـ "معركة التحقق من العمر، تدار بحزم". تقول كلارا تشاباز: "لا يوجد استخدام لشبكات التواصل بدون التحقق من العمر". وتضيف أن ما يقرب من ثلاثة أطفال من كل أربعة تحت سن 13 عاماً موجودون بالفعل على المنصات، رغم أنها يفترض أن تكون محظورة عليهم دون هذا العمر. الوزيرة لم تخف عزمها وانتقدت صراحةً تطبيق إنستغرام، مؤكدةً أنه يجب أن يتحمل مسؤولياته ويتوقف عن مطالبة متاجر التطبيقات بالقيام بالتحقق نيابةً عنه.
وعن فكرة عدم وجود حلول فعالة، نفت تشاباز ذلك بشدة، مؤكدة وجود حوالي خمسة عشر حلاً تقنياً "لا يهدد البيانات الشخصية للمستخدمين". على مستوى الاتحاد الأوروبي، يجري تطوير حل متناغم، وستكون فرنسا "دولة رائدة" في تطبيقه. هذا التقدم أصبح ممكناً بفضل قانون الخدمات الرقمية (DSA) المعتمد في أكتوبر 2022، والذي ينص على غرامات قد تصل إلى 6% من الإيرادات العالمية للمنصات. تؤكد الوزيرة: "يجب أن نستغل كامل إمكانيات هذا النص وأن نعزز نطاق المادة 28 المتعلقة بالتحقق من العمر".
تبرر تشاباز موقفها بالقول: "الهدف ليس الحظر بل الحماية، وليس المعاقبة من أجل المعاقبة بل تحميل المسؤولية". وقارنت معركتها بحظر الكحول على من هم دون 18 عاماً، والذي أدى إلى حملات وقائية وحظر للإعلانات. "يجب فعل الشيء نفسه لشبكات التواصل الاجتماعي، هذا هو جوهر استراتيجيتنا". حالياً، هناك ثلاثة تحقيقات تستهدف تيك توك، تتعلق بالتصميم، التدخلات، وتيك توك لايت (الذي تم حظره في الاتحاد الأوروبي). هناك تحقيقات أخرى جارية على مستوى المفوضية الأوروبية، بما في ذلك تحقيق بشأن شبكة X.
أقرت كلارا تشاباز ببطء هذه الإجراءات وعبرت عن رغبتها في أن تصل إلى نهايتها. وتمنح الوزيرة نفسها أقل من ثلاثة أشهر لاعتماد نص أوروبي بشأن التحقق من العمر، وبدأت العمل لتمكين فرنسا من "فرض العمر الذي نريده على المستوى الوطني". واختتمت قائلة: "قد تكون لدى بعض الدول مؤشرات أخرى. أنا أدعو إلى التناغم على المستوى الأوروبي، ثم إلى حق وطني في فرض سن 15 عاماً لحظر وسائل التواصل الاجتماعي".