مرسيليا في قبضة المخدرات والعنف: أحياء الشمال تتحول إلى سوق مفتوحة على مدار الساعة وصراع عصابات يودي بحياة الشباب

مرسيليا في قبضة المخدرات والعنف: أحياء الشمال تتحول إلى سوق مفتوحة على مدار الساعة وصراع عصابات يودي بحياة الشباب

في كلمات قليلة

تشهد مرسيليا تصاعداً في حرب العصابات من أجل السيطرة على تجارة المخدرات، مما يؤدي إلى زيادة العنف والوفيات. أصبحت الأحياء الشمالية بؤرة نشاط إجرامي على مدار الساعة، حيث يُجبر الشباب على الانخراط في هذه التجارة الخطيرة.


لطالما كانت الأحياء الشمالية لمدينة مرسيليا الفرنسية مرتبطة بالتوترات الأمنية والأنشطة الإجرامية، لكن الوضع في الأشهر الأخيرة وصل إلى نقطة حرجة. يشن تجار المخدرات حرباً شرسة على الأراضي، ما أسفر عن العديد من القتلى والجرحى. بعض نقاط بيع المخدرات تعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة، مما يعكس مستوى غير مسبوق من التغلغل الإجرامي.

هذا السرطان الذي ينهش المدينة يتطلب جهوداً مضاعفة من قوات الأمن، لكن السيطرة عليه باتت مهمة متزايدة الصعوبة. قبل ثلاثين عاماً، كان فنانو الراب المحليون يصفون في كلماتهم واقع الحياة القاسية والأعمال غير المشروعة في الأحياء الشعبية، أما اليوم، فقد تحول 'الإخوة الصغار' إلى 'قتلة صغار' بدم بارد. هؤلاء الشباب، المخدّرون بجشع الربح السريع، والمخدرات، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، مستعدون لفعل أي شيء من أجل المال والمكانة.

منطقة ميزون-بلانش (Maison-Blanche)، حيث تتجاور المباني المتهالكة مع المشاكل الاجتماعية العميقة، أصبحت إحدى هذه النقاط الساخنة. هنا، لقي العديد من الشباب حتفهم.

أوسكار، أحد سكان حي لا باترنيل (La Paternelle)، حيث نشأ هو ووالداه وأبناؤه، لا يخفي استسلامه للأمر الواقع، لكنه أيضاً متمسك بهذا المكان. العامل السابق، الذي تحكي هيئته عن سنوات من العمل الشاق، يلاحظ بفلسفة: 'البؤس لا يصبح أحلى تحت شمس البحر الأبيض المتوسط'. لم يفكر يوماً في مغادرة هذا الحي، رغم كل الصعوبات التي يواجهها.

يؤكد الوضع في مرسيليا على المشاكل الاجتماعية العميقة التي تغذي تجارة المخدرات والعنف، مما يجعل مكافحتها مهمة صعبة للغاية على السلطات.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.