شغف الرجبي يجتاح بايون: حماس هائل لنادي أفيون قبل نصف نهائي التوب 14 ضد تولوز

شغف الرجبي يجتاح بايون: حماس هائل لنادي أفيون قبل نصف نهائي التوب 14 ضد تولوز

في كلمات قليلة

تعيش مدينة بايون حالة من الشغف العارم بالرجبي استعداداً لنصف نهائي بطولة التوب 14، حيث يواجه نادي «أفيون بايون» فريق «تولوز». هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الفريق إلى نصف النهائي منذ 43 عاماً، والمدينة بأكملها تظهر دعماً غير مسبوق لناديها، الذي أصبح رمزاً لحياة المدينة والهوية الإقليمية.


تشهد مدينة بايون الفرنسية حماساً منقطع النظير مع اقتراب موعد مباراة نصف النهائي في بطولة فرنسا للرجبي «توب 14»، والتي سيخوضها ناديها المحلي، «أفيون بايون»، ضد حامل اللقب، فريق «تولوز».

هذه المباراة المرتقبة مساء الجمعة 20 يونيو 2025 في ليون، تحمل أهمية تاريخية لنادي «أفيون»، حيث لم يبلغ الفريق نهائي البطولة منذ عام 1982، أي قبل 43 عاماً. لهذا السبب، تعيش المدينة بأسرها على وقع هذا الحدث، مقدمة دعماً غير مسبوق لناديها، الذي حقق سجلاً خالياً من الهزائم على أرضه هذا الموسم.

ازدانت شوارع بايون بألوان النادي، الأزرق السماوي والأبيض. الأعلام ترفرف على النوافذ، والأوشحة والكرات تزين واجهات المحلات. هذا الشغف يتجاوز حدود المدينة، مستقطباً المشجعين من مختلف أنحاء جنوب غرب فرنسا.

هيلين (65 عاماً)، مشجعة متحمسة لنادي «أفيون» منذ صغرها، تشارك هذا الشغف مع ابنها جيريمي. تقول في أحد المقاهي بقلب المدينة الذي يعد ملتقى للمشجعين: «ولدت في بايون، لكنني أعتقد أن دمي أزرق وأبيض». من جانبه، أسس جيريمي جمعية للمشجعين، مشيراً إلى أن «حياة المدينة بأكملها تدور حول الاحتفالات والرجبي. إنها دورة تتكرر كل عام: معرض لحم الخنزير، احتفالات بايون، ثم أفيون بايون».

العلاقة بين اللاعبين والمشجعين قوية وبسيطة. حيث يمكن رؤية اللاعبين يتناولون الغداء في المقاهي دون حواجز، وسط احترام وإعجاب المشجعين. فابريزيو، صاحب كشك تبغ زين محله برموز النادي، يؤكد على قرب اللاعبين من السكان: «يتجولون في المدينة، في غاية البساطة، مع عائلاتهم وأصدقائهم. إنهم قريبون من الناس، وهذا شيء رائع حقاً».

الشيف سيباستيان غرافيه، أحد أبناء المنطقة، وضع على شرفة مطعمه على ضفاف النهر التميمة العملاقة للنادي، «بوتوكا»، والتي يتوقف عندها المئات لالتقاط الصور. يفسر سيباستيان نجاح النادي بتجذره المحلي العميق؛ فالعديد من اللاعبين الشباب تدربوا في المنطقة، مما يخلق ارتباطاً قوياً مع الجمهور. هذا يعطي اللاعبين الشباب الأمل والدافع للعب لأجل منطقتهم.

هذا التفاني غير المسبوق يتجسد أيضاً في نفاد جميع تذاكر المباريات البيتية للنادي هذا الموسم، رغم أن عدد المقاعد في الملعب يبلغ 14 ألفاً بينما عدد المشتركين الدائمين 9 آلاف فقط. جان رينيه إيتشيغاراي، عمدة بايون، يؤكد أن النادي جزء من هوية المدينة. حتى في الأوقات الصعبة، كان الآلاف يحضرون المباريات. ويضيف: «يتمتع مشجعونا بقدرة مذهلة على الصمود، وهذا هو الأهم».

الآن، تحلم بايون ومنطقة إقليم الباسك بأكملها بإلحاق الهزيمة بفريق «تولوز» العملاق، الذي توّج بلقب بطل فرنسا 23 مرة وهو حامل اللقب لآخر موسمين.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.