
في كلمات قليلة
تجري في الغرب مناقشات حول إمكانية تغيير النظام في إيران قسراً، مع التركيز على دروس التدخلات السابقة وتداعياتها. النقاش يتناول وجهات نظر مختلفة، بما في ذلك تحذيرات من استخدام القوة، وتحليل التوترات الإقليمية الراهنة.
تُثار في الأوساط الغربية نقاشات مستمرة حول إمكانية وجدوى تغيير النظام في إيران بالقوة. يرى بعض المحللين أن تحقيق ذلك قد يخدم المصالح والمبادئ الغربية في آن واحد.
لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقدم وجهة نظر مغايرة، محذراً من محاولة إسقاط النظام بالقوة. فقد صرح هذا الأسبوع بأن "جميع الذين حاولوا في الماضي تغيير أنظمة عبر الضربات أو العمليات العسكرية ارتكبوا أخطاء استراتيجية".
التاريخ الحديث يؤكد هذه التحذيرات بالفعل. فإسقاط معمر القذافي في ليبيا، الذي دعمته فرنسا بقوة، أثبت أنه كارثي. كذلك الأمر بالنسبة لإسقاط صدام حسين في العراق وحركة طالبان* في أفغانستان على يد القوات الأمريكية عام 2001. أدت عمليات تغيير الأنظمة هذه إلى دفع تلك الدول نحو الفوضى، دون أن يحقق الغرب منها أي مكاسب تُذكر. على العكس، فقد أدى سقوط نظام القذافي إلى زيادة الهجرة نحو أوروبا، بينما ساهم سقوط صدام حسين في صعود تنظيم "الدولة الإسلامية"**. يرى البعض أن الديمقراطيات الغربية تسرعت بالغرور، معتقدة أنها تستطيع فرض منظومة قيمها بالقوة، واصفين هذا الطموح بأنه "سياسة لا واقعية".
في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، تُحلل سيناريوهات مختلفة تتعلق بالعلاقة بين إيران وإسرائيل. يشير خبراء إلى أن الجانب الإسرائيلي قد يسعى إما لتدمير كامل المنشآت النووية الإيرانية أو تحقيق إسقاط نظام الملالي. يُعتبر هذان الهدفان صعبَي المنال.
في هذا السياق، يُبحث الدور المحتمل للولايات المتحدة في أي صراع مستقبلي. لم يحسم الرئيس الأمريكي موقفه بشأن التدخل المحتمل، بينما قلّل من فرص المفاوضات مع طهران. تُطرح إمكانية استهداف أمريكا لمواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مثل موقع فوردو، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
يلفت محللون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إلى أن النظام في طهران، بدلاً من حماية شعبه من الضربات المحتملة، والذي ينتقده كثير من الإيرانيين لعدم قدرته على ذلك، يقمع الأصوات المعارضة الداخلية. هذا يزيد من السخط الشعبي تجاه النظام، ويرى بعض الخبراء أن الشعب الإيراني يتقاسم مع إسرائيل عدواً مشتركاً هو الجمهورية الإسلامية ذاتها.
يعتقد بعض المتخصصين أن سقوط نظام الملالي، إذا حدث، قد يمثل نقطة تحول تاريخية لا تقل أهمية عن سقوط جدار برلين، مما يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي للمنطقة بشكل جذري.
* حركة طالبان محظورة في روسيا
** تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) محظور في روسيا وعدة دول أخرى