أوروبا تقدم لإيران "عرضاً شاملاً للمفاوضات" وسط تصاعد الصراع مع إسرائيل

في خضم التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل، أعلنت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن مبادرة لعقد "مفاوضات شاملة" مع طهران. تم الإعلان عن الاقتراح في جنيف ويهدف إلى تسوية عدد من القضايا الرئيسية التي تثير قلق المجتمع الدولي.

صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن المبادرة الأوروبية تشمل مناقشة البرنامج النووي الإيراني بهدف الوصول إلى "مستوى صفر من تخصيب اليورانيوم"، والحد من أنشطة وقدرات إيران في مجال الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى قضايا تمويل الجماعات التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.

وأكد ماكرون على ضرورة العودة إلى المفاوضات الجوهرية التي يمكن أن تسيطر على البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن العمليات العسكرية الحالية لا يمكن أن تحل المشكلة بالكامل، خاصة بالنظر إلى حماية المواقع النووية الإيرانية وصعوبة تتبع اليورانيوم المخصب.

كجزء من المبادرة الأوروبية، يُقترح إنشاء نظام تحقق معزز للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، بما في ذلك إمكانية إجراء عمليات تفتيش غير معلنة. تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن هذا النهج قد يكون مشابهاً لنموذج التفتيش الذي تم تنفيذه في العراق بعد حرب الخليج عام 1991.

من المقرر عقد اجتماع في جنيف بين ممثلي الدول الأوروبية (وزراء خارجية المملكة المتحدة ديفيد لامي، وفرنسا جان نويل بارو، وألمانيا يوهان فاديبفول) ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بالإضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي.

كما دعا إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى وقف الضربات على البنية التحتية المدنية في إيران، قائلاً إنه "لا شيء يبرر الضربات على منشآت الطاقة والمدنيين". وتطرق أيضاً إلى الوضع في غزة، مؤكداً على الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار، واستئناف المساعدات الإنسانية، واستئناف العمل السياسي.

تصاعد الوضع بعد أن شنت إسرائيل هجوماً جوياً مكثفاً على إيران في 13 يونيو، بدعوى أن طهران تقترب من صنع قنبلة ذرية. ردت إيران بضربات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى تبادل الضربات.

في وقت سابق، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية "كبيرة" للمفاوضات مع إيران وقال إنه سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين بشأن التدخل المحتمل للولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.