
في كلمات قليلة
يقوم باحثون فرنسيون بدراسة واسعة النطاق لفهم كيفية تأثير الحرارة وموجات الحر على صحة الإنسان. يشارك المتطوعون في المشروع، حيث يتم تجهيز منازلهم وأجسادهم بأجهزة استشعار لجمع البيانات في بيئتهم الحقيقية.
كيف يتفاعل جسم الإنسان مع الحرارة؟ وكيف تؤثر موجات الحر الشديد على صحتنا؟ هذه الأسئلة هي محور دراسة واسعة النطاق تُجرى حالياً في فرنسا، بمنطقة إيل دو فرانس (التي تشمل باريس).
تشارك في المشروع حوالي 200 متطوع. تم تجهيز شققهم بأجهزة استشعار خاصة، ويُطلب من المشاركين أيضاً حمل حقائب ظهر مميزة مجهزة بأجهزة استشعار عند خروجهم.
إحدى المشاركات، إيزابيل، وصفت الحقيبة بأنها تجعلها تبدو كـ"روبوت". الحقيبة تحتوي على مستشعرات للرطوبة ومقاييس للرياح لقياس سرعتها واتجاهها. تشرح كارولين بيلان، منسقة في المعهد الفرنسي الوطني للصحة والبحوث الطبية (Inserm)، الفكرة قائلة: "الفكرة هي أن تأخذها معك بمجرد خروجك من المنزل، وبعد ذلك، عندما تستقر في مكان ما، يمكنك بالطبع إزالتها ووضعها بجانبك ومتابعة أنشطتك بهدوء".
ولكن الحقيبة ليست المعدات الوحيدة. يرتدي المتطوعون أيضاً أساور تقيس معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد. وفي الشقق، يتم تركيب أجهزة استشعار على النوافذ لقياس شدة الضوء.
لمدة أربعة أيام، ستقوم هذه الأجهزة بقياس الحرارة داخل شقة المتطوعين وتأثيرها عليهم. إيزابيل، التي تعيش في شقتها منذ اثني عشر عاماً وتتأثر بشكل خاص بارتفاع درجات الحرارة، تقول: "عندما تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية، يصبح الأمر لا يطاق في الشقة. غالباً لا أعود إلا في المساء بعد الساعة 9 مساءً، بعد غروب الشمس، لأننا نتعرق بغزارة داخل الشقة". وتضيف أنها في حالات الحر الشديد "لا تشعر بصحة جيدة" ولديها "ساقان ثقيلتان".
تهدف دراسة H3 Sensing إلى فهم أفضل لآثار الحرارة على الجسم. يسعى الباحثون إلى استكشاف السكان بشكل عام لتحديد "أنماط ضعف" قد تكون أقل توقعاً من تلك المعروفة بالفعل. ولهذا السبب يتم إجراء هذه الدراسة لمتابعة السكان خلال فترات موجات الحر، في ظروف حياتهم الواقعية وبيئتهم اليومية.
تزداد الحاجة لمثل هذه الدراسات مع تزايد وتيرة وشدة موجات الحر في فرنسا، كما هو الحال في العديد من مناطق العالم الأخرى. فقبل عام 1989، كانت موجة الحر تحدث في فرنسا مرة واحدة كل خمس سنوات في المتوسط، مقارنة بمرة واحدة على الأقل سنوياً اليوم.