
في كلمات قليلة
السياسية الفرنسية شانون سيبان تدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية على أساس القيم الجمهورية. تنتقد سياسات الهوية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الكراهية، وتؤكد على ضرورة مكافحة معاداة السامية والتضليل.
في فرنسا المعاصرة، التي تشهد فترة من التفتت المتزايد، يتفاقم النقاش حول الوحدة الوطنية والاندماج. تتناول شانون سيبان، المستشارة البلدية من حزب «النهضة» (Renaissance)، هذه القضايا في كتابها الجديد، حيث تنتقد صعود الهوياتية وتآكل القيم الجمهورية.
ترى سيبان أن الأطراف السياسية المتطرفة، مثل حزب «فرنسا الأبية» (La France insoumise) على اليسار وحزب «التجمع الوطني» (Rassemblement national) على اليمين، تساهم في هذا التفتت من خلال ما تسميه «زبائنية الهوية». فهذه الأحزاب تختزل الأفراد في أصلهم أو دينهم، أو تقدم تعريفاً ضيقاً واستقصائياً للهوية الوطنية.
في هذا السياق، تُعتبر العلمانية الجمهورية (laïcité) مبدأً حامياً. تؤكد سيبان أن العلمانية ليست موجهة ضد الأديان، بل تضمن حرية الضمير واحترام جميع المعتقدات وحياد الدولة. ومع ذلك، فإن الحركات الدينية المتطرفة، وفقاً لسيبان، تقوض الوحدة أيضاً، من خلال زعمها، على سبيل المثال، أن الغرب يشكل تهديداً للإسلام – خطاب تعتبره سيبان كاذباً وخطيراً. وتذكر كمثال جماعة الإخوان المسلمين في هذا السياق.
تلعب وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في زيادة التوترات. فهي تسهل انتشار الكراهية والتضليل، غالباً على حساب الدقة والحيادية، مما يجعلها أرضاً خصبة للخطابات المتطرفة. تستشهد سيبان بمثال استخدام هاشتاج #FreePalestine، الذي، في رأيها، استخدم أحياناً لإضفاء الشرعية على جرائم حماس من خلال التلاعب بالصور أو إخراجها من سياقها.
لمواجهة هذه التحديات، تؤكد سيبان على أهمية التعليم. تطوير التفكير النقدي من سن مبكرة، وتعلم تحليل المعلومات وتفكيك الأحكام المسبقة في المدرسة – هذه مهمة مركزية لبناء مجتمع أكثر صلابة.
من القضايا المنفصلة تزايد معاداة السامية، والذي أصبح أكثر وضوحاً بعد أحداث 7 أكتوبر. تضع سيبان حداً فاصلاً واضحاً بين النقد المشروع لسياسة الحكومة الإسرائيلية والخطاب المعادي للسامية. وتنتقد الأحزاب، مثل «فرنسا الأبية»، بسبب غموضها الذي، في رأيها، يساهم في طمس هذا الحد. إن الانتقال من نقد دولة إسرائيل إلى التصريحات العدائية تجاه اليهود ككل أمر غير مقبول ويجب أن يُمنع.
يثير الوضع الأمني للطلاب اليهود في المدارس الحكومية قلقاً، مما يدفع العائلات إلى الانتقال إلى المؤسسات التعليمية الخاصة. هذا يشير إلى إخفاقات النظام العام في ضمان الاندماج والحماية من التمييز. يجب أن تعود المدرسة لتكون مساحة آمنة لنقل المعرفة وغرس الاحترام.
تعتبر سيبان الحوار بين الأديان أمراً مهماً، ولكن شريطة أن يتجسد في أفعال ملموسة، وليس مجرد أقوال. يمكن أن تكون هذه أفعالاً مثل المشاريع المشتركة، زيارات أماكن العبادة، أو المشاركة في البرامج المدرسية. الأهم هو السعي الحقيقي للعيش المشترك ونقل رسالة السلام والثقة والأمل من خلال الروابط اليومية.