
في كلمات قليلة
على الرغم من النمو السياحي، تعاني اليونان من نقص حاد في العمالة بقطاع السياحة قبل موسم صيف 2025. الظروف والرواتب تدفع أصحاب الفنادق والمطاعم للبحث عن عمال موسميين من الخارج لملء آلاف الوظائف الشاغرة.
يواجه قطاع السياحة اليوناني، الذي يعتبر محركاً رئيسياً للاقتصاد الوطني، تحدياً كبيراً مع اقتراب ذروة الموسم الصيفي لعام 2025. على الرغم من استقبال البلاد لعدد قياسي من الزوار بلغ 36 مليون سائح في عام 2024، إلا أن الآلاف من الوظائف في الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية الأخرى لا تزال شاغرة.
يعرب العاملون في القطاع عن قلقهم بشأن النقص الكبير في الأيدي العاملة لمواجهة الطلب المتزايد في شهري يوليو وأغسطس. تشير التقديرات والدراسات إلى أن حوالي 20% من الوظائف ظلت شاغرة في السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع في عام 2025. ففي العام الماضي وحده، كانت هناك 54 ألف وظيفة شاغرة من أصل حوالي 278 ألف وظيفة مقدرة في قطاع الفنادق.
تعد الأسباب الرئيسية لهذا النقص هي الرواتب الأساسية المنخفضة، والتي تتراوح في الفنادق بين 950 و1000 يورو شهرياً حسب التخصص، بالإضافة إلى البدلات المحتملة. يشكو الموظفون أيضاً من ساعات العمل الطويلة، وقلة أيام الراحة، وظروف العمل التي توصف بأنها "غير مقبولة". على سبيل المثال، ذكرت موظفة سابقة في فندق 5 نجوم أنها كانت مطالبة بالعمل في أي قسم حسب الحاجة، بما في ذلك التنظيف، وكانت تسكن في غرفة مع ثمانية أشخاص آخرين بدون تكييف أو غسالة ملابس.
يضطر أصحاب الأعمال أحياناً إلى العمل بأنفسهم في الخدمة أو في المهام المختلفة بسبب عدم توفر عدد كافٍ من الموظفين. يؤكد ماركوس كيسيديس، صاحب بار شاطئي وفندق صغير في خالكيذيكي، أنه يحتاج إلى 20 شخصاً لبار الشاطئ في الموسم المرتفع، لكن العثور على هذا العدد أصبح شبه مستحيل.
حققت السياحة عائدات بلغت 30.2 مليار يورو لليونان في عام 2024، وهو ما يمثل 13% من الناتج المحلي الإجمالي. لضمان استمرار هذا النجاح وتقديم خدمة جيدة للزوار، لا بد من توفير عدد كافٍ من العاملين.
بحثاً عن حلول، يتجه العديد من أصحاب الفنادق بشكل متزايد نحو توظيف عمال موسميين من الخارج. أظهرت دراسة أن أكثر من 46% من أصحاب الفنادق يعتزمون توظيف عمال أجانب هذا العام، وهو ما يزيد عن 28 ألف شخص. غالباً ما يتم توظيف عمال من دول خارج الاتحاد الأوروبي للوظائف التي تتطلب مهارات أقل، مثل التنظيف وغسل الأطباق. في الجزر الأكثر شعبية في بحر إيجه، أصبح الاعتماد على العمالة الأجنبية أمراً شائعاً جداً.
كما جرت محاولات لتوظيف لاجئين مقيمين في مراكز الإيواء، لكن النجاح كان محدوداً. من بين 110 شخصاً استجابوا، يعمل حالياً حوالي عشرة فقط في فنادق المنطقة، حيث يخشى الكثيرون فقدان أماكن إقامتهم في المراكز بعد انتهاء الموسم.
لا تقتصر المشكلة على الفنادق، بل تعاني المطاعم أيضاً من نقص كبير في العاملين، حيث تظهر لافتات "مطلوب عمال" أو "مطلوب نادلين. عاجل" على واجهات المحلات بكثرة.
يبدو أن الشباب اليونانيين غير مهتمين بهذه الوظائف بسبب ظروف العمل والرواتب، مما يدفع الأعمال التجارية إلى التركيز على جذب العمال من الخارج لسد الفجوة.