تقرير برلماني: مكافحة غسيل الأموال "غير كافية" بسبب نقص التنسيق بين السلطات

تقرير برلماني: مكافحة غسيل الأموال "غير كافية" بسبب نقص التنسيق بين السلطات

في كلمات قليلة

كشف تقرير برلماني حديث عن أوجه قصور كبيرة في مكافحة غسيل الأموال، مشيراً إلى أن الظاهرة تزدهر بسبب نقص التنسيق بين السلطات العامة. تقدر المبالغ المغسولة بمليارات اليوروهات سنوياً، مع مصادرة نسبة ضئيلة فقط. يوصي التقرير بتعزيز التنظيم والتنسيق، خاصة فيما يتعلق بالأصول المشفرة وثغرات الاستحواذ على الأعمال.


كشف تقرير حديث صادر عن لجنة برلمانية في فرنسا عن أوجه قصور خطيرة في جهود الدولة لمكافحة الجرائم المالية وغسيل الأموال. يعتبر معدو التقرير أن هذه "الظاهرة المهملة" تزدهر بسبب "نقص التنسيق" بين السلطات العامة.

يرى الخبراء أن الإجراءات الحالية لمكافحة غسيل الأموال، الذي يصفونه بأنه "الجريمة التي تمكّن من ارتكاب جميع الجرائم الأخرى"، غير كافية. تدعو اللجنة إلى تغيير في المنهج لتجاوز منطق "الصوامع" ومعالجة "الظاهرة الإجرامية برمتها".

وفقاً للتقرير، لا يوجد تقييم دقيق لمبالغ الأموال التي يتم غسلها في فرنسا. ولكن باستخدام منهجية مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، يمكن تقدير أن غسيل الأموال يمثل "ما بين 2% و5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل 1600 إلى 4000 مليار دولار". وبالنسبة للناتج المحلي الإجمالي الفرنسي، يمثل هذا "ما لا يقل عن 58 مليار يورو". علاوة على ذلك، تشير اللجنة إلى أن "حوالي 90% من المبالغ التي يتم غسلها لا يتم مصادرتها".

يسلط التقرير الضوء على الأساليب التي يستخدمها المجرمون لغسل الأصول، حيث يجمعون بين آليات قانونية وإجرامية. وتشمل هذه الأساليب "شراء تذاكر يانصيب رابحة"، و"الاستيلاء على المساعدات والعقود العامة"، واستغلال الثغرات التشريعية مثل "عدم مراقبة الأموال عند الاستحواذ على الشركات الصغيرة" أو استخدام "الشركات الوهمية". يشير المؤلفون أيضاً إلى استخدام "الأصول المشفرة" و"الرسائل المشفرة".

المشكلة الرئيسية التي حددها التقرير هي "عدم وجود استراتيجية متماسكة للمكافحة". فبعض الآليات "لا تستخدم بشكل كافٍ"، بينما تفتقر أخرى إلى "النضج". على أرض الواقع، يُنظر إلى مكافحة غسيل الأموال على أنها "تقنية وشاقة"، وتفتقر إلى "الجاذبية" بالنسبة للمحققين. وتُذكر ظروف العمل كـ"عامل رئيسي يثبط العزيمة" بسبب "البرامج القديمة، غير الملائمة لتعقيد القضايا، والتي تفتقر إلى قابلية التشغيل المتبادل، مما يعيق إمكانية ربط البيانات".

من بين التوصيات، يقترح أعضاء مجلس الشيوخ "تحسين تنظيم الأصول المشفرة"، و"توقع نقل التوجيه الأوروبي المستقبلي الذي ينشئ سجل حسابات بنكية للأصول المشفرة"، و"جعل التحقق من مصدر الأموال إلزامياً قبل الاستحواذ على أي شركة"، و"تعزيز اللوائح المطبقة على مهنة الوكلاء القانونيين"، و"دمج افتراض غسيل الأموال في استراتيجية التحقيق لجميع إجراءات الشرطة أو الجمارك"، و"ضمان قابلية تشغيل قواعد البيانات بشكل فوري"، وأيضاً "إنشاء هيكل وطني مشترك بين الوزارات متخصص في التحقيقات المالية".

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.