
في كلمات قليلة
شهد اليوم الثامن من الصراع الإسرائيلي الإيراني جهوداً دبلوماسية في جنيف بعرض أوروبي للمفاوضات. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه سيؤجل قراره بشأن المشاركة العسكرية المحتملة للولايات المتحدة في الصراع لمدة أسبوعين، مانحاً بذلك فرصة للدبلوماسية.
في ظل تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران، فُتح "نافذة" للأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي. التقى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وممثلون عن الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة في جنيف بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي. عقب عدة ساعات من المحادثات، قدم الجانب الأوروبي لوفد طهران "عرض مفاوضات شامل".
هذا الاجتماع، الذي يأتي في اليوم الثامن من تبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل، قد يمثل فرصة نحو تسوية سلمية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان سابقاً يبقي الغموض حول نيته توجيه ضربات لإيران، قرر في النهاية منح فرصة للدبلوماسية. صرح ترامب بأنه سيقرر بشأن المشاركة العسكرية المحتملة للولايات المتحدة في ضربات حليفته الإسرائيلية "خلال الأسبوعين المقبلين".
وفقاً لمسؤولين أوروبيين، فإن "العرض" الأوروبي سيركز على الملفين النووي والباليستي الإيرانيين، بالإضافة إلى تمويل طهران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
يوصف الصراع بين إيران وإسرائيل بأنه غير متوقع وحاسم في آن واحد. المشاركة المحتملة للولايات المتحدة خلال "أسبوعين" تشير إلى لعبة تحالفات مرعبة. وقد عاد الرئيس الأمريكي ليثير الشكوك بشأن أي تورط محتمل للولايات المتحدة في الصراع، بينما قلل في الوقت نفسه من فرص المفاوضات مع طهران. تصاعد التوتر بعد سقوط صاروخ يوم الخميس على مستشفى في جنوب إسرائيل، حيث نددت الحكومة الإسرائيلية بما وصفته بـ"جرائم حرب" إيرانية.
في سياق متصل، تشير تحليلات إلى أن إسرائيل يبدو أنها عازمة على إسقاط النظام في إيران. في المقابل، يدعو بعض القادة الغربيين إلى عدم نسيان دروس الماضي عند مناقشة إمكانية تغيير النظام الإيراني بالقوة.
تفيد تقارير بأن إسرائيل تعاني من نقص في مخزونها من صواريخ الاعتراض "آرو" (Arrow)، وهي الوحيدة القادرة على تدمير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
الرئيس الأمريكي، الذي سيقرر خلال "الأسبوعين المقبلين" ما إذا كان سينفذ ضربات ضد الجمهورية الإسلامية، يجعل من قضية إيران محوراً رئيسياً في أجندته. يرى خبراء أن حذر دونالد ترامب، الذي منح نفسه أسبوعين للتفاوض قبل اتخاذ قرار بشأن احتمال ضرب الجمهورية الإسلامية، يظهر "إعادة تشكيل للعالم". الخطر بالنسبة لترامب هو أن التدخل العسكري المحتمل يمس المبادئ الأساسية لسياسته. نائبه يحاول الآن مساعدته. بعض المحللين يعتبرون أن الغرب لديه فرصة للمرة الأولى للجمع بين مصالحه ومبادئه من خلال إسقاط النظام الإيراني.
قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الذي يُنظر إليه على أنه مقرب من إسرائيل ومؤيد للتدخل ضد إيران، أصبح أحد المستشارين الرئيسيين لترامب. كما تفيد تقارير بأن السياسي البريطاني كير ستارمر يواجه قراراً بشأن السماح باستخدام قاعدة دييغو غارسيا من قبل القاذفات الأمريكية طراز B-2 لتنفيذ عمليات ضد إيران.